6 مفارقات بين حادثة الطائرة الروسية وتفجيرات باريس
يعد تفجيرات باريس التي شهدتها فرنسا مساء الجمعة الماضي، والتي سبقتها حادث وقوع طائرة روسية في سيناء، قارن العديد من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بين الحادثتين، ورأى البعض أن هناك تفرقة في رد الفعل الأجنبي على الحادثتين، فهل هذه المقارنة جائزة وصحيحة؟
يعرض «شبابيك» 6 نقاط توضح لماذا تبرز الاختلاف في رد الفعل الرسمي في مصر وفرنسا، وكيف تناول الإعلام كلا الحادثتين، لنجيب في النهاية على التساؤلات سالفة الذكر.
1 الاستهداف
في أخر أيام أكتوبر المنصرم استهدف «داعش» بحسب المتداول إعلاميًا الطائرة الروسية التي أقلعت من مطار شرم الشيخ الدولي متجهة إلى روسيا عن طريق قنبلة أو مواد متفجرة، تقول تقارير أجنبية أنها دخلت عبر مطار شرم الشيخ (الحكومي) ووضعت في الطائرة وانفجرت بعد 20 دقيقة من الاقلاع من مطار شرم الشيخ.
ولأن المطارات في كل أنحاء العالم من المفترض أنها من أكثر الأماكن تأمينا في أي دولة وتصل إجراءات التفتيش فيها إلى حد التفتيش الذاتي للراكب داخل إحد الغرف بالمطار، رأت الكثير من الدول أن نسبة الأمان في مصر بالنسبة لرعاياها منخفضة لذا اتخذت قرار بتعليق رحلاتها إلى مصر.
أما في فرنسا تم استهداف 5 أماكن ليست حكومية وليست الهدف الرئيسي من العملية، قرب استاد فرنسا الدولي (الهدف الرئيسي) في الضاحية الشمالية لـ"باريس"، بدأت بانفجار الساعة التاسعة و20 دقيقة مساء تقريبًا، حيث كانت تجرى مباراة كرة القدم بين منتخبي "فرنسا" و"ألمانيا". ولم يستطيع مسلح دخول الاستاد كمشجع وقام بتفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية في الاستاد، وذلك لأنالاستاد مؤمن من قبل أجهزة الأمن الفرنسية .
2- رد الفعل
الساعة 9 ونصف صباحًا أي بعد سقوط الطائرة بساعتين أعلن مجلس الوزراء أن المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وجه بتشكيل غرفة عمليات بمجلس الوزراء لمتابعة موقف الطائرة المدنية الروسية التى سقطت فى سيناء، ثم أعلن وزيرا لطيران المصري بأن الطائرة وقعت نتيجة عطل فني قبل انتقال فرق التحقيق لمكان الحادث.
في فرنسا، كان التحرك فوري وتم إجلاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي كان يتابع المباراة، وأغلقت كل مداخل الاستاد، وتقرر مشاركة الجيش في تأمين الشارع ومساعدة قوات الشرطة في ذلك، بما في ذلك غلق الحدود مع الدول المجاورة مع فرنسا ومنع دخول أي شخص، وأطفأت مدينة باريس أنوار برج إيفل حزنا على ضحايا.
3- القتلى
في حادثة الطائرة الروسية قتل 224 شخصًا جميعهم أجانب وأغلبهم روس الجنسية ومنهم من دول أوروبية على الأراضي المصرية كانوا مسافرين خارج البلاد، وبالتالي من الطبيعي أن تتخذ الدولة المتضررة قرارات بتعليق رحلاتها إلى مصر، وكذلك الدول التي تنظم رحلات إلى مصر خوفا على رعاياها.
أما حادثة فرنسا فقتل نحو 124 شخصًا مدنيين أغلبهم فرنسيين ومئات المصابيين كانوا يشاهدون مباراة كرة قدم في الاستاد ومنهم من كان يرتاد مطعم أو تواجد بالصدفة بجوار الاستاد. ومع ذلك أعلنت بلجيكا وقتها فرض قيود على حدودها مع فرنسا دون أن تتهم باريس بلجيكا بانها تتآمر عليها.
4 - التغطية الإعلامية
تقريبا كل دول العالم كانت تغطي الحدث من سيناء ومن موقع الطائرة المنكوبة وكانت تقدم كل الفرضيات وصنعت مواقع «بي بي سي، سي إن إن، الجارديان، ...» فيديوهات وافلام قصيرة عن الحادثة، إلا أن الإعلام المصري نفى كل الفرضيات واستند إلى فرضية حدوث عطل فنى تسبب فيه قائد الطائرة، ولم توجه أي وسيلة إعلامية اللوم على الحكومة أو على التراخي في تأمين المنشأت الهامة داخل الدولة، وكان لسان حال الإعلام يؤكد أنها مؤامرة على مصر وعلى حكومتها.
خلال اللحظات الأولى تم توجيه انتقادات واسعة إلى فرنسوا أولاند بسبب التقاعص عن حماية المواطنين المدنيين داخل الدولة بالرغم من التحرك السريع في أول 12 ساعة بفرض حالة الطووارئ ومشاركة الجيش في الحماية وغلق بعض الطرق المؤدية إلى باريس بالإضافة إلى إلغاء مشاركته في قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا السبت الماضي.
5- التحرك الدولي
قررت معظم شركة طيران تغير مسار رحلاتها وتجنب المرور بشبه جزيرة بسيناء، تجنبا لتكرر نفس المصير. وبدأت روسيا وبريطانيا بأجلاء رعاياها من مصر خوفًا من تكرار نفس الواقعة لراعياها في مصر.
بسبب استهداف مدنيين داخل الاراضي الفرنسيا من قبل هجمات إرهابية عرضت أكثر من دولة المساعدة والمساندة، منها روسيا وأمريكا وألمانيا. وتضامنت المعالم السياحية في أغلب مدن العالم مع فرنسا عن طريق تسليط الألوان الأزرق، الأبيض والأحمر على معالمها.
في حادث الطائرة الروسية وجهت دول العالم التعازي إلى روسيا، وإذا كان هناك شيء قد توجهه هذه الدول إلى مصر فمما لاشك فيه سيكون الانتقادإذا ثبت صحة دخول قنبلة عبر مطار شرم الشيخ إلى الطائرة الروسية.
6- الجاني
تبنت جماعة انصار بيت المقدس التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، تفجير الطائرة الروسيا بعد ساعات قليلة من سقوطها ونشرت حسابات تابعة للتنظيم فيديو مصرو زعموا خلاله سقوط الطائرة بواسطة صاروخ، إلا أن السلطات المصرية تنفي ذلك وتقول إنها نتيجة "خلل فني".
بعد ساعات من حادث فرنسا أعلن تنظيم "داعش"، في بيان رسمي، مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة وأدت إلى سقوط المئات ما بين قتيل وجريح، وأشار إلى أن 8 أشخاص مسلحين بأحزمة ناسفة وبنادق رشاشة نفذوا الهجمات في عدة مواقع منتقاة بدقة بباريس.