حكم الاحتفال بالمولد النبوي: هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟
تحل ذكرى المولد النبوي الشريف في كل عام ويتجدد الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي، فهل هو حرام أم جائز؟ وما الدليل على الحكم في الاختلاف؟ وما رأي الأزهر ودار الإفتاء المصرية والمذاهب الفقهية الأربعة.
هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟
أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ عويضة عثمان، استنكر الاعتراضات على الاحتفال بموالد النبي صلى الله عليه وسلم، قائلا إن البعض يحتفلون بأمور لا قيمة لها فكيف لا نحتفل بمن أنار الأرض.
ونقل عويضة عن الحافظ بن حجر رحمه الله قوله: «أصل عمل المولد بدعة لم تنقل على أحد من السلف الصالح لكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عمله المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة»، معلقا أن هناك ما يسمى بدعة حسنة، مشيرا إلى أن هناك من لا يريدون الاعتراف بأن هناك بدعة حسنة.
وعدد من تلك المحاسن إظهار الفرح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبيان النعمة التي أنعم الله بها علينا، وعليه فلا الاحتفال ولا أكل الحلوى حراما بحسب عويضة.
هل يجوز صيام يوم المولد النبوي الشريف؟
هل يجوز الاحتفال بعيد المولد النبوي؟
وعلى هذا الرأي جوزت الدار الاحتفال بعيد المولد النبوي، وقال أمين الفتوى نقلا عن ابن الجزري أن من فوائده أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.
وقال إن من الأئمة من كانوا يحتفلون مثل ابن حجر الهيتمي وابن حجر العسقلاني والسيوطي، وكانوا يمدون الموائد ويضعون عليها ألوان الطعام ويتلون القرآن ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطعمون الناس الحلوى ثم يقرأون المولد وينصرفون.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والدليل على جوازه؟
ساق عويضة دليلا من السنة على هذا نقلا عن ابن حجر أيضا، ما ثبت في الصحيحين من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء فسألهم، فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون وأنجى فيه موسى فنحن نصومه شكرا لله، قال: أنا أحق بموسى منكم، قاصمه وأمر بصيامه.
فسيستفاد من فعل هذا شكرا لله تعالى على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة.
رسائل وبطاقات تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف
رأي الأزهر في حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
أجاز الأزهر الشريف الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إنه لا يصح إيمان العبد حتى تتفوق محبة النبي في قلبه على كل ما يملك من حطام الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفسى بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده».
وقالت اللجنة إنه علينا أن نحتفى ونحتفل بمولد النبي بأفعال الخير كالصيام والعبادة والتقرب إلى الله تعالى والتوسعة على الأهل ونحو ذلك.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة
عند المذاهب الأربعة لم يأت به دليل لأنه لم يفعل في عهد الخلفاء الراشدين ولا في عهد الصحابة والتابعين، ولا قال به أحد من أئمة المذاهب الأربعة أحمد وابن مالك والشافعي وابن حنبل رحمهم الله تعالى.
ومن التابعين لهم المتمسكين بمناهجهم من استحسنوا جعل المولد عيدا إذا كان يجعل موسما للعبادة وقراءة السيرة النبوية وإنشاد المدائح النبوية، أما إذا كان مصحوبا بغناء فعندهم لا خلاف في منعه.