رئيس التحرير أحمد متولي
 بعد بدء عرض فيلمه الجديد في مصر.. توم هانكس الحصان الرابح دومًا

بعد بدء عرض فيلمه الجديد في مصر.. توم هانكس الحصان الرابح دومًا

وأخيرًا بدء عرض فيلم "Bridge of spies" أو "جسر الجواسيس" أحدث أفلام الرائع "توم هانكس" في السينمات بمصر. يعد هذا الفيلم تعاون جديد بين "توم هانكس" والمخرج العبقري "ستيفن سبيلبيرج"، بعد ثلاثة أفلام ناجحة جدًا وهي "Saving Private Ryan" ، "The Terminal"، و"Catch Me If You Can".

[caption id="attachment_20107" align="aligncenter" width="570"]large-951272108017411144 بوستر الفيلم[/caption]

الفيلم مقتبس عن قصة حقيقة حول تجنيد الاستخبارات الأمريكية لمحامٍ أمريكى "توم هانكس"، لتولي مهمة الدفاع قضائيًا عن جاسوس سوفيتي تم القبض عليه فى أمريكا أثناء قيام الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.

بدأ عرض الفيلم في أمريكا أكتوبر الماضي، ونال إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، كما حصد إعجاب النقاد، كعادة أفلام "هانكس"، خاصة مع قدرته على التصاعد الدرامي على مدار أحداث الفيلم، حتى نهايته.

ولعلّ هذا ليس جديدًا على "هانكس" الحائز على جازئتي أوسكار من قبل، في عامين متتالين، وهو أمر نادر في تاريخ الجائزة الأهم عالميًا. فقد نال "هانكس" الأوسكار عام 1994 عن فيلم Philadelphia، وفي العام التالي عن فيلم Forrest Gump.

وبعيدًا عن تلك الأفلام، فإن سجِل "هانكس" السينمائي حافل بكم كبير من الأفلام التي قد تُصنّف ضمن أفضل أفلام هوليوود على الإطلاق.

Big

the-big-piano-at-fao-schwarz

بداية مع فيلم "Big"، قد تبدو قصته تقليدية أو مكررة، خاصة أن عدّة أفلام عرضتها مثل "13 going on 30" للنجمة " جينيفر جارنر"، أن يتمنى طفل أو مراهق أن يكبر فجأة، ويستيقظ ليجد أمنيته قد تحققت، ويحاول التأقلم كمراهق صغير في جسد كبير.

ولكن.. "هانكس" ليس كأي ممثل آخر، وإن قورن أي فيلم بـ"Big"، حتى وإن حَمِل نفس قصته، إلّا أن فيلم "هانكس" أكثر إمتاعًا، والفضل في ذلك يعود له بالتأكيد، لِما له من قدرة على تقمّص الشخصية حتى تتجسد في ملامحه وحركات جسده وانفعالاته، أثناء مشاهدته لن يرد ببالك ولو للحظة أن من أمامك يُمثل وطبيعته تناقض ما تراه على الشاشة.

بساطة "هانكس" تتجسد في هذا الفيلم، أن ينتقل من مشهد كوميدي إلى لحظة درامية تشفق فيها عليه "وهو شاب ناضج جسديًا"، وتُنكر ما تراه عيناك وأنت موقن أنه مجرد طفل اضطر أن يواجه الحياة وحيدًا، لتعود بعدها بقليل للضحك مرة أخرى على موقف كوميدي آخر يتعثر به ذلك الطفل الكبير.

The Terminal

2004_the_terminal

قصة جديدة، مختلفة، واردة الحدوث جدًا، عن الأزمات التي تواجه المسافرين إلى دولٍ بعينها، وتضطرهم للمبيت في المطار لليلة أو ليالٍ مثلما حدث في الفيلم.

برغم كون قصة الفيلم مأساوية عن معاناة مسافر غير مُعترف بهويته، وبقاءه في المطار بلا نقود، إلّا أن "هانكس" أبدع في أداء هذا الفيلم، بساطة أداءه تجعل الفيلم قريب جدًا للقلب، مريح للأعصاب، خالي من التوتر، رغم أنّه يجمل عدة مواقف تُهدد "هانكس"، الذي لن تملك إلّا التعاطف معه. تجلّى إبداع "هانكس" في نهاية الفيلم، حين استطاع الخروج من المطار أخيرًا، حين نقشت السعادة أقصى معالمها على وجهه ونظراته.

You’ve Got Mail

Youve-Got-Mail-Coffee-Shop

من لا يحب هذا الفيلم الرائع؟ من لا يكره "هانكس" في لحظة ثم يقع في حبه في اللحظة التالية؟ الأفلام الكوميدية الرومانسية تليق بشكل مُرعب على "هانكس"، تعبيرات وجهه تكفي أن ترسم البسمة على وجهك، غير أن الجو العام للفيلم مُبهج برغم درامية بعض المشاهد، إلّا أنك لن تملك إلّا تمنّي أن تحظى بحياة كتلك، بين الورود والقهوة ومكتبة دافئة.

Catch me if you Can

Catch-Me-If-You-Can-2002

عادة مع يتعاطف الجمهور مع البطل الشاب الوسيم حتى وإن كان لصًا، فما بالك بلص شاب ووسيم وذكي حد الموت، وفوق ذلك الفيلم عن قصة حقيقية؟ بالطبع سيحظى "ليوناردو دي كابريو" البطل بتعاطف المشاهد وبالتالي سينصب جام غضب المشاهد على ضابط الشرطة، الذي يسعى منذ بدء الفيلم لإلقاء القبض عليه.

ولكن إن كان هذا الضابط هو "هانكس" فالموازين ستنقلب بالتأكيد، طوال الفيلم ستشعر أنّك مُعجب بهذا اللص العبقري، ولكن دون أن تكره الضابط المُكلف بالقبض عليه. استطاع "هانكس" طوال الفيلم أن يتصاعد بأداءه في علاقته بـ"دي كابريو" من علاقة الضابط واللص، إلى علاقة أشبه بالأب وابنه، ولن تملك إلّا أن تقع في حب الاثنين على السواء.

Cast Away

castaway02

أحد أفضل أفلام "هانكس" على الإطلاق، عادةً ما تكون الأفلام القائمة على ممثل واحد فقط في معظم فترات الفيلم مُملة وسخيفة، إلّا هذا الفيلم.

يحكي الفيلم عن حادث تتعرض له طائرة وتسقط في المحيط، ولا ينجو منها سوى "هانكس"، ليجد نفسه وحيدًا كليًا على جزيرة منعزلة، يحاول في البداية النجاة بكل السبل أمامه، فيفشل، فيفكر في الانتحار ثم يُقرر التأقلم مع وضعه الجديد.

تجلّت عبقرية "هانكس" في هذا الفيلم بحق، جميع حركات جسده وسكناته ونظراته تستحق أن تُدرّس، يكفي مشهده حين قرر المجازفة بإلقاء نفسه في عرض المحيط على متن قارب بدائي، حاملًا معه رفيقه الوحيد على مدار 4 سنوات، وهي المدّة التي قضاها وحيدًا على متن الجزيرة.

ولكن "ويلسون" هذا مجرد كرة، رسم لها وجهًا واتخذ لها اسمًا، وصارت رفيقه طوال عُزلته، وحين جرفتها المياه ولم يتمكن من إنقاذها، رسم تعبيرًا على وجهه يستحق أن ينال عليه جائزة الأوسكار، أتعرف شعورك حين تفقد صديقك الوحيد لسنوات أمام عينيك ولا تستطيع أن تفعل شيئًا؟ هذا ما ستشعر به في هذه اللحظة.

attachment

ما وراء هذا الفيلم لا يقل جمالًا عمّا ظهر على الشاشة، فـ"هانكس" وصل به التفاني في عمله، أن يُقرر أن يُزيد وزنه أكثر من 20 كيلو جرامًا؛ ليصور الجزء الأوّل من الفيلم، ثم يتوقف التصوير لعام كامل حتى يُنقص هانكس من وزنه حتى يبدو بالنحافة التي قد يظهر بها من عاش وحيدًا في جزيرة منعزلة يتغذى على الأسماك فقط طوال 4 سنوات.

ويظل "توم هانكس" أحد أفضل مُمثلي هوليوود على مر التاريخ، في بساطته، تلقائيته، إتقانه الشديد لكل دور قام به في أدّق التفاصيل، وبالتأكيد فيلمه الجديد "Bridge of spies" لن يقلّ عمّا سبقوه، ويمكنك مشاهدته الآن في سينمات: بوينت 90، أمريكانا بلازا، سيتي ستارز، جالكسي سينبلكس مول العرب، جالكسي المنيل، هيلتون رمسيس، جولدن ستارز VIP، ونايل سيتي.

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة