سيارة - أرشيفية
كيف تتعامل صناعة السيارات العالمية مع الغزو الروسي لأوكرانيا؟
مع سيطرة الغزو الروسي لأوكرانيا على عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، تتعرض سلاسل التوريد الخاصة بصناعة السيارات لضغوط متجددة، بالإضافة إلى عمليات تسليم المكونات تظهر تحديات أخرى تتمثل في المواد الخام الرئيسية في التصنيع خاصة مع توقف الإمدادات التي تأتي من أوكرانيا والعقوبات التي تم فرضها على روسيا من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية.
تأثر في تداول الأسهم الخاصة بالسيارات حيث تفاعل عدد كبير من صانعي السيارات مع الحرب الروسية بوقف المبيعات وفي بعض الحالات الإنتاج في روسيا، في حين اضطر البعض إلى تعطل الانتاج في ظل توقف إمدادات قطع غيار السيارات القادمة من أوكرانيا.
منذ بدء الغزو العسكري لأوكرانيا في 24 فبراير فرضت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية عقوبات تجارية واسعة النطاق ضد روسيا، وخاصة حظر العديد من البنوك في البلاد من نظام الدفع المالي العالمي Swift، مما جعله مرهقًا للعديد من الشركات.
ماذا يعني تأثير الحرب الروسية في أوكرانيا بالنسبة لشركات السيارات؟
لقد أثرت الحرب الروسية الأكروانية بشكل مباشر وسريع على صانعو السيارات، وتمثل ذلك في تأخير تسليم المكونات الرئيسية للسيارات مثل الأسلاك والمقاعد والإلكترونية إلى المصانع في أوروبا، توجد نحو21 شركة المتواجدة في أوكرانيا تقوم بإنتاج وتصدير تلك المكونات السيارات.
نتيجة لذلك، أوقفت شركة فولكس فاجن خطوط الإنتاج بشكل مؤقت في مصنعين من مصانع السيارات الكهربائية لعملاق السيارات الألماني "تسفيكاو ودريسدن"، وهما ينتجان سيارات وكوبراوفولكس فاجن وأودي.
فيما قالت شركة رينو إنها ستعلق بعض العمليات في مصانع التجميع في روسيا بسبب الاختناقات اللوجستية الناجمة عن النقص في قطع الغيار، وقيل إن هذا الإجراء جاء نتيجة "تعزيز الحدود" بين روسيا والدول المجاورة لها (والتي يتم من خلالها نقل الأجزاء عن طريق الشحن البري) وقرار العديد من الدول الأوروبية إغلاق مجالها الجوي وفقًا لذلك.
بالنسبة لشركة رينو تعتبر روسيا السوق الثاني الأكبر للشركة بعد فرنسا التي تعد السوق الأول لها، وذلك بسبب حصتها المسيطرة في شركة AvtoVAZ التي تنتج سيارات للعلامة التجارية الرائدة في السوق لادا في مدينة توجلياتي، وتمتلك رينومصنع تجميع للسيارات آخر قريبًا من العاصمة موسكو، وصرح متحدث باسم AvtoVAZ مؤخرًا أن "تشديد الضوابط الحدودية في دول العبور فرض الحاجة إلى تغيير عدد من الطرق اللوجستية القائمة".
وفي الوقت نفسه، تمتلك VW Group و Stellantis و Continental و Magna International و Visteonمؤسسات ومنشآت في مدينةكالوغا (التي تقع جنوب غرب موسكو) وهي مركز صناعة السيارات الروسية.
يقول خبراء إن حوالي 25% على الأقل من المكونات التي يتم استخدامها في انتاج السيارات الروسية المحلية الصنع تأتي من الخارج وبالأخص الولايات المتحدة، لهذا من المرجح أن تواجه تلك الشركات صعوبات في مواصلة العمل في ظل استمرار العقوبات، حتى يتم حل الأزمة، من المفترض أن تقوم شركات السيارات التي لديها عمليات تشغيل في روسيا وأوكرانيا تقديم تنازلات من أجل تقليص التأثيرات السلبية للصراع والعقوبات المفروضة.
قالت شركة تصنيع الإطارات الفنلندية "نوكيان" إنها تحول إنتاج بعض خطوط الإنتاج الرئيسية من روسيا إلى فنلندا والولايات المتحدة، بينما نقلت شركة Aptiv لتكنولوجيا السيارات إنتاجها بكميات كبيرة من الأجزاء خارج أوكرانيا خلال الأشهر الأخيرة تحسبًا لأعمال عدائية محتملة، يكفي القول إن قطاع بيع السيارات بالتجزئة في روسيا بدأ بالفعل يشعر بوطأة العقوبات.
ذكرت أخبار أن فولكس فاجن أوقفت مؤقتًا شحنات السيارات الموجودة بالفعل في روسيا إلى الوكلاء المحليين وقالت شركات صناعة الشاحنات السويدية والألمانية AB Volvo و Daimler Truck إنها أوقفت جميع الأنشطة التجارية في روسيا، وأضافت أن فولفو كانت أول شركة كبرى لتصنيع السيارات تعلق شحنات السيارات إلى السوق الروسية "حتى إشعار آخر".
تواجه صناعة السيارات خطر الأزمة الأوكرانية الروسية
في 24 فبراير 2022 غزت القوات العسكرية الروسية أوكرانيا بعد أسابيع من تصاعد التوترات، قبل الغزو أعلن الرئيس بايدن سلسلة من العقوبات التي تستهدف مؤسستين ماليتين روسيتين وعدد من البنوك الروسية، رداً على الهجمات فرض الرئيس بايدن عقوبات إضافية على أربعة بنوك روسية كبيرة فضلاً عن أفراد عائلاتهم وقطاعات اقتصادية محددة
كما فرض قادة الاتحاد الأوروبي عقوبات على قطاعات التجارة والنقل والطاقة الروسية بالإضافة إلى قيود على الصادرات والتمويل، انخفضت الأسهم على مستوى العالم حيث أثار احتمال نشوب صراع طويل مخاوف العديد من الصناعاتبما في ذلك صناعة السيارات.
وسط قضايا سلسلة التوريد الأخرى، تواجه صناعة السيارات العالمية مخاطر كبيرة بعد الغزو، تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من الموردين المهمين للبلاديوم وغاز النيون والتي تستخدم في إنتاج أجزاء المعالجة اللاحقة للمحرك ورقائق أشباه الموصلات، البلاديوم معدن أساسي يستخدم في إنتاج المحولات الحفازة.
تقدر شركة Techcet وهي شركة أبحاث تسويقية مقرها كاليفورنيا أن أكثر من 90% من النيون المستخدم لأشباه الموصلات في الولايات المتحدة يأتي من أوكرانيا، وأن ما يقرب من 35% من البلاديوم في الولايات المتحدة يأتي من روسيا.
تأتي هذه التقديرات بعد طلبات سابقة من البيت الأبيض بأن صناعة الرقائق الدقيقة تنوع سلاسل التوريد الخاصة بها تحسبا لغزو، قفز سعر البلاديوم بأكثر من 6% عندما بدأ الغزو وزاد بأكثر من 80% منذ منتصفديسمبر، تعتبر الزيادات في أسعار البلاديوم جزءًا من زيادة أكبر بين المعادن الأساسية الأخرى التي تعد روسيا موردًا رئيسيًا لها، بما في ذلك الألومنيوم والنيكل والبلاتين.
في حين أن منتجي الرقائق الدقيقة لا يتوقعون تأثيرًا فوريًا على الإنتاج من الأزمة بسبب تخزين المواد الخام، لا تزال هناك مخاوف لدى صانعي السيارات الذين مصدر قطع الغيار من روسيا وأولئك الذين لديهم عمليات كبيرة في روسيا بما في ذلك رينو وستيلانتيس وفولكس فاجن.
من المحتمل أن يحتاج صانعو السيارات الأوروبيون الرئيسيون من بين آخرين إلى التفكير في نقل أو خفض الإنتاج في مصانعهم الروسية، يضطر بعض صانعي السيارات إلى وقف الإنتاج في مواقع تصنيع أخرى بسبب مشاكل في سلسلة التوريد بما في ذلك فولكس فاجن، التي أعلنت أنها ستوقف الإنتاج لبضعة أيام في مصنعين ألمانيين بعد تأخير في الحصول على قطع غيار في أوكرانيا.
يثير الغزو الروسي لأوكرانيا أيضًا مخاوف كبيرة بشأن ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، تعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتزود الصين وأوروبا بكمية كبيرة من الغاز الطبيعي.
حتى إذا كانت العقوبات التي تم فرضها على روسيا لا تستهدف أسعار الطاقة، إلا أن العقوبات التي تم فرضها على البنوك ستكون عقبة على الصادرات الروسية من النفط والغاز الطبيعي، الأمر الذي سيكون له أثر على أسواق الطاقة، منذ غزو روسيا لأوكرانيا وصل سعر النفط الخام إلى 105 دولارات للبرميل وهو أعلى مستوى منذ عام 2014، إذا استمرت أسعار الغاز في الارتفاع فقد يرى صانعو السيارات تأثيرًا كبيرًا على عادات الشراء لدى المستهلكين.