مقال عماد الدين أديب الأخير.. تنبأ بتكرار فوضى ما قبل 2011
تلقى الكاتب الصحفي المصري عماد الدين أديب ردود فعل واسعة على مقاله الأخير حول الوضع الاقتصادي في مصر نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاته مستقبلا.
مقال عماد الدين أديب الأخير
استهل عماد الدين أديب مقاله بالإشارة إلى الزيادة التي طرأت على الموازنة المصرية والتي تقدر بـ 25 مليار دولار أمريكي نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة ومشتقاتها والحبوب والغلال والسلع التموينية الأساسية عالميا.
وقال أديب إن هذا الوضع الاقتصادي الذي يأتي بعد الفاتورة الباهظة التي تحملتها مصر على مدار عامين لمواجهة آثار فيروس كورونا أثّر على العملة المحلية وأفقد الجنيه المصري حوالي 20% من قيمته.
وأكد أديب أن هذا الوضع لا يمكن للاقتصاد المصري تحمل تبعاته، فضلا عن شعور صناع القرار بالظلم؛ حيث أنه لم يأت نتيجة سوء الإدارة أو الفساد، بل بسبب كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشاد أديب بالتزام الحكومة المصرية بروشتة صندوق النقد الدولي والتي جعلت تقارير الصندوق والمؤسسات المالية بحق مصر إيجابيه في السنوات الثلاثة الأخيرة.
ونقل أديب عن خبير مالي أن أسلوي الدعم من الدول العربية المتمثل في الودائع الدولاية في البنوك بمثابة مسكن للآلام، والحل الجذري هو توفير شحنات من الطاقة بأسعار مقبولة وتسهيلات في الدفع مع فترة سماح، ودخول استثمارات خليجية في الاقتصاد المصري.
وقال أديب إن القاهرة تنتظر من الأشقاء في الخليج ألا يتركوها وحدها تواجه الأزمة وهو ما يهدد صلة الاستقرار السياسي في البلاد.
ولفت أديب إلى أن الاقتصاد المصري يستطيع تدبر أموره حتى الربع الأخير من 2022 ولكن ستظهر الآثار السلبية أكثر في الربع الأول من 2023.
وتنبأ أديب باحتمالين لما ستؤول إليه الأمور، أولهما تدبير موارد من الدولارات لإنعاش الاقتصاد عن طريق مشروع دعم عربي دولي، واعتبر هذا الاحتمال هو الآمن.
الاحتمال الثاني الذي وضعه أديب يقوم على ازدياد الأزمة والضغط على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، ويرى أنه سيؤدي لأربعة أمور، وتتمثل في استفادة دول إيران وتركيا وإسرائل، وخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد تعيد حالة الفوضى التي سبقت أحداث 2011، والتي لا يُتوقع معها كيف ستكون رودود فعل القوى الشعبية.
ويضيف إلى هذا أن هذا الاحتمال سيقود لبدء نزوج للمصريين عبر ليبيا وفلسطين والسودان، وهجرة بالملايين عبر البحر المتوسط لأوروبا وعبر البحر الأحمر لدول الخليج.
وأنهى أديب مقاله بالتشديد على أن ترك الحالة المصرية دون تدخل اقتصادي ومالي عاجل هو «كارثة بكل المقاييس» على حد قوله.