حضارة دلمون.. أسطورة الخلود بالخليج العربي

«دلمون» هى حضارة قديمة قامت في جزيرة البحرين شرق الجزيرة العربية، عرفها «السومريون» بأرض الفردوس والخلود والحياة، نعرض تاريخ وقصة فردوس الخليج العربي، في هذا التقرير.

تاريخها وموقعها

كان مركزها قبل خمسة آلاف سنة تقريبا في جزر البحرين وجزيرة تاروت في القطيف، امتدت على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية من الكويت عند جزيرة فيلكا، حتى حدود حضارة مجان في سلطنة عمان، وحضارة أم النار في إمارة أبو ظبي بالإمارات.

أسطورة الفردوس

لم تكن «دلمون» مجرد مملكة صغير جنوب بابل، لا تقتصر أهميتها على مجرد معرفتنا بحضارة مفقودة آخرى أو مكان آثري آخر، لكن تعود أهميتها إلى المكانة التي احتلتها، حيث كانت تُعتبر مكانا مقدسا له مواصفات الجنة أو الفردوس، وصفتها أسطورة سومرية القديمة بأنها أرض نظيفة طاهرة لا مرض فيها ولا عدوان، لا تفترس الحيوانات بعضها بعضا، هى أرض مبرأة من كل سوء، الشئ الوحيد الذي ينقصها هو الماء العذب.

مظاهر الحضارة

تجلت مظاهر الحضارة بها في بناء المعابد فوق التلال، كمعبد باربارا، واتقان فن الرسم على جدران المعابد والمقابر والقطع الفخارية.

اُكتشفت العديد من الآثار في البحرين عن حضارة دلمون، حيث وجد بها أكبر مقبرة تاريخية في العالم، هى مقبرة عالي، فضلا عن المدن والمعابد القديمة التي تم العثور عليها.

كانت دلمون تصدر الثوم والتمر، الذي اشتهر بكبر حجمه، وكانت أرضها بمثابة سوق حرة يأتي إليها التجار من كل مكان للبيع والشراء، كانت تمتلك أسطولا بحريا تؤجره لنقل البضائع إلى المناطق الآخرى.

اختفائها

تعرضت حضارة «دلمون» إلى أخطار أدت إلى انهيارها عند نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، حيث تمكن ملوك بابل من مد نفوذهم إلى شمال سوريا منذ 1700 ق.م، وحولوا طريق تجارتهم إلى آسيا الصغرى بدلا من الخليج، وشنوا عدة هجمات عسكرية على دلمون أدت في النهاية إلى السيطرة عليها.