من هن مرضعات الرسول؟.. ليست حليمة السعدية فقط

يعتقد البعض أن حليمة السعدية هي الوحيدة التي أرضعت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن في الحقيقة قد أرضعه أكثر من واحدة، والسؤال هنا من هن مرضعات الرسول وأسمائهن وعددهن.

من هن مرضعات الرسول؟

كان من عادات كبار القبائل العربية في قريش وأشرافها في الجزيرة العربية قديماً أن يقوموا باستقدام مرضعات من البادية، معتقدين بذلك أنهم يربوا أبنائهم على العادات العربية الأصيلة كالشجاعة والإقدام والبلاغة والنباهة.

ويقول ابن جماعة وغيره من العلماء :" لما ولدته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمُّه أرضعته سبعة أيام"، وقد توفيت أم النبي صلى الله عليه وسلم وعمره سبع سنين.

ويقول ابن القيم في "زاد المعاد": "ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء منصرفها من المدينة من زيارة أخواله، ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين"، ولم تُكْمِل أمه صلى الله عليه وسلم فترة رضاعته كلها لأنه كان من عادة الشريفات من قريش أنهن لم يكن يرضعن أولادهن، وكانت أمه من شريفات قريش، إضافة إلى أنهم كانوا يحبون لأبنائهم أن يتربوا في البادية.

وبعد ميلاد الني محمد صلى الله عليه وسلم بحثوا عن مرضعة من البادية لتتولى مهمة إرضاعه، وورد عن أهل السير أن النبي أرضعته ثلاث مرضعات.

ويقول ابن القيم في زاد المعاد: "فصل في أمهاته صلى الله عليه وسلم اللاتي أرضعنه: فمنهن ثويبة مولاة أبي لهب، أرضعته أياماً، وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمه حمزة بن عبد المطلب، واختُلِف في إسلامها، فالله أعلم.

ويقول ابن القيم أيضاً :"ثم أرضعته حليمة السعدية بلبن ابنها عبد الله أخي أنيسة، وجدامة وهي الشيماء، أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، واختلف في إسلام أبويه من الرضاعة، فالله أعلم، وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أسلم عام الفتح، وحسن إسلامه، وكان عمه حمزة مسترضعاً في بني سعد بن بكر، فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند أمه، فكان حمزة رضيع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية".

أما المرضعة الثالثة فقد روى ابن سعد في الطبقات: "عن ابن أبي مليكة أن حمزة كان مسترضعاً له عند قوم من بني سعد بن بكر، وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه حليمة"، وفي السيرة الحلبية: "كان حمزة رضي الله عنه مسترضعاً عندها في بني سعد، أرضعته صلى الله عليه وسلم يوما وهي عند حليمة، أي فهو (حمزة) رضيعه صلى الله عليه وسلم من جهة ثويبة، ومن جهة تلك المرأة السعدية".