آية وهيب تكتب: أحمد بدير.. «على كل لون يا باتيستا»

آية وهيب تكتب: أحمد بدير.. «على كل لون يا باتيستا»

أحمد بدير، ممثل ومخرج مصري بدأ مسيرته الفنية في سبعينات القرن الماضي وعرفناه بعدة أعمال فنية مهمة منها (الزيني بركات،زيزينيا،حلم الليل)، وتعتبر مسرحية "ريا وسكينة" من أهم أعماله المسرحية.

بعد إندلاع ثورة الـ25 من يناير أطل علينا "بدير" بوجه آخر غير وجه الفنان الذي نعرفه ألا وهو وجه المحلل والناقد للأوضاع السياسية والإجتماعية، ولم يكتف بهذا فحسب بل بدأ يصنف الأشخاص الموجودة على الساحة إلى "هذا خائن"، "هذه عميلة"، "هذا يكره الوطن"، و"هؤلاء مملون من الخارج".

ومن كثرة تصريحاته السياسية بدأت البرامج الفضائية تستضيفه بصفته النقدية لا بصفته الفنية، وكان أخر برنامج قام بإستضافته “100 سؤال”مع الإعلامية “رغدة شلهوب”، وبسؤاله عن عدة شخصيات إجتماعية بدأ "بدير" يصب كرهه ولعناته على  لاعب كرة القدم محمد أبو تريكه، والإعلامي باسم يوسف، والفنان خالد أبوالنجا، ووصف الثلاثة سالفي الذكر بالكارهين لمصلحة مصر.

https://www.youtube.com/watch?v=GB9VJQeU__I

لكن لم تكن أزمة "بدير" مع هؤلاء الأشخاص بسبب أخطاء ارتكبوها بقدر خلافه معهم بسبب معارضتهم للسياسات الحالية أو بشكل خاص النظام الحالي..

لكن هل كل معارض هو كاره لمصر ويستحق الإقصاء والسب والرجم، هل يجب على الجميع أن يسيروا مع "الرايجة" حتى ينالوا استحسان "بدير" ويكف بلسانه عنهم في حواراته المختلفة؟، وهل يجب عليهم أيضا عدم تفويت كل مناسبة ليطلوا علينا يشكروا الأيام والظروف التي جلبت لنا حاكم عظيم ينقذ البلاد مع ذرف دموع التأثر "لزوم الحبكة". https://www.youtube.com/watch?v=c1hYjYlTTZw&feature=youtu.be&t=48s

وإذا كان هناك حسنة واحدة للشخصيات المعارضة بعد الثورة فستكون في تغيير مفهومنا عن الحاكم، وتحريره من صفة الأب المنزه عن النقد أو المحاسبة، لشخص له منصب مسؤلية يصح لنا انتقاده أو عزله عن منصبه إذا قصر في مهامه، إلا أنه من الواضح أن مازال بيننا أشخاص لا يؤمنوا بالتغيير، ومازالوا يعتقدون أن النجاة في "التطبيل"، للنظام والحكام في كل العصور وعلى كافة المستويات ليتحول مع الوقت ويصبح "على كل لون يا باتيستا".

آية وهيب

آية وهيب

صحفية متخصصة في ملف المرأة واللايف ستايل