اسمه خالد.. خفايا وأسرار حياة أحمد خالد توفيق يكشفها محمود حافظ

اسمه خالد.. خفايا وأسرار حياة أحمد خالد توفيق يكشفها محمود حافظ

أصدرت دار “كتوبيا” للنشر والتوزيع سيرة ذاتية للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق بعنوان “اسمه خالد” وذلك في شكل كتاب إلكتروني نشره تطبيق “ أبجد” للقراءة، على أن تكون السيرة في جزأين.

الكتاب من تأليف محمود حافظ، ويدور كما ورد في العنوان  الفرعي عن حياة توفيق وأدبه وإلهاماته، وتوضح النبذة التشويقية أكثر: عائلته، مدرسته، صديقه المقرّب، حبه الأول، أزمته الروحية، مخاوفه ومباهجه، أفراحه وأحزانه.

في هذا التقرير من “شبابيك” نستعرض كتاب “اسمه خالد” وأهم ما جاء فيه.

اسمه خالد.. لماذا؟

جاء عنوان الكتاب على غرار كتاب “اسمه أدهم” والذي أصدره أحمد خالد توفيق نفسه ضمن سلسلة فانتازيا، ويفسّر محمود  حافظ أكثر في الفصل الأول من الكتاب:

- جاء اسمه الأول مُركبًا، خليطًا من اسم الجد “أحمد” مع صفة “خالد” التي سيناديها بها خاصته طوال عمره

أما عن سبب كتابة السيرة، فيقول حافظ في مقدمتها، إن شخصية أحمد خالد توفيق أصبحت جدلية بامتياز منذ وفاته في العام 2018، وتختلف الآراء حول مسيرته وقيمة أعماله، فكان من المهم إلقاء نظرة مدققة شاملة حول مشوار الراحل.

اعتمد المؤلف في كتابه على كم كبير من المصادر في الأرشيف الصحفي والرقمي والورقي، منه ما كتب أحمد خالد توفيق عن نفسه أو حكاه المقربون عنه، ولا تُذكر أي معلومة إلا وأمامها مصدرها من حوار أو كتاب أو لقاء تلفزيوني.

عُمر حافل بالقراءة

يبدأ كتاب “اسمه خالد” من طفولة البطل، مرورًا بفترة الحضانة “الروضة” ثم المدرسة الإعدادية والثانوية، وانتهاءً بالجامعة، والقاسم المشترك بين كل هذه المراحل هو القراءة، التي بدأها خالد الصغير من مكتبة الأب الكبيرة، المحتوية على كل فروع الثقافة.

كما كان للسينما مكانة كبيرة في حياة خالد، إذ اعتاد الأب اصطحابه لأنواع مختلفة من الأفلام، خاصة الحربية ثم الرعب، وكثرت بينهما المناقشات السينمائية حول العصر الذهبي لهوليود وما بعده.

سواء الأب أو الأصدقاء، وجد خالد فيهم المُعين على المطالعة والمشاهدة، كما تعلم اللغة الإنجليزية حتى تتسع خريطة قراءاته، فمر على الأدب العالمي بجميع جنسياته، وانتهى بأدب الرعب الغربي، الذي جذبه بشدة نتيجة مخاوفه المتزايدة من الواقع.

فترة صعبة

عاش أحمد خالد توفيق فترة الصراع العربي الإسرائيلي بمراحلها، ما أشعره بالخوف من الأعداء الذين قتلوا مذيعته المفضلة “سلوى حجازي” وقصفوا مدرسة بحر البقر التي مات فيها الأطفال من نفس عمره.

في نفس الفترة أيضًا فقد خالد أمه فجأة، فازدادت أحزانه، وترجم قصيدة عن مشاعر الفقد نشرتها له مجلة تان تان، فهو لم يكن يترك الورقة والقلم من يده، بل إنه كتب ورقة يودع فيها العالم في سن السابعة، ربما لخوفه من شيء ما.

مواهب مبكرة

في المدرسة كتب خالد موضوع تعبير شديد الفصاحة، ما ظنته المعلمة سرقة من كتاب آخر ما وعاقبته، لكنه لم ينسخ شيئًا بالفعل، وإنما أصقلته قراءاته المبكرة في الأدب الروسي والعالمي، وظل يكتب القصص القصيرة والأشعار في مرحلة مبكرة، منها ما ألقاه في القمامة، لكن الجميع حوله شجعوه على الاستمرار.

حدث نفس الشيء مع الفن التشكيلي، فقد دأب خالد على رسم اللوحات العالمية في بيته، وفي الجامعة كان المخرج الفني لمجلة طلابية، لكنه قرر اعتزال الرسم والشعر معًا.

بعد كل هذا، كان يريد دخول كلية فنية، ربما معهد السينما أو الآداب، لكن الأب لم يُشجّع هذه الفكرة، ومع نجاحه في الثانوية العامة بتفوق، أصبح طبيبًا في النهاية، وإن استثمر هذه الوظيفة في كتابته بشكل كبير بعد ذلك، معترفًا أنها منحته الكثير من الخبرات والتعمق في النفس الإنسانية.

الكثير من الأقوال

يحفل كتاب «اسمه خالد” بعشرات الاقتباسات غير المنشورة للدكتور أحمد خالد توفيق، بصفتها خير تعبير عن أفكار صاحبها، ومنها:

- فهمي للإسلام هو أنك لا ترفض أي إنسان بسبب دينه ما لم يحاربك صراحة أو يهدد الإسلام أو يسيء إليه

- في طفولتي كنت أخاف مئات الأشياء أهمها موت أبي، وقد دوّنت هذا كله في ورقة أخفيتها في فجوة في سور المدرسة، شعرتُ براحة وكأنني تخلصت من مخاوفي

- اللمحات الدينية في القصة لا أكتبها عمدا وإنما تأتي من تلقاء نفسها او يفرضها السياق، أكثر ما أمقته تعمد إيصال رسالة.. إن القارئ ذكي وأية محاولة لتوجيهه تجعله يفلت منك

- أنا فعلا ضد زيادة كم الجنس في عمل أدبي .. لابد  من وضعه لأنه جزء من نسيج الحياة،  لكن لا يجب أن يستسلم الكاتب لعقده الخاصة ويعيش أحلامه على الورق

خفايا أكثر

يجيب الجزء الأول من سيرة أحمد خالد توفيق عن أسئلة عديدة، لماذا اعتاد الراحل تنقية كتبه من الزوايا الإشكالية، وكيف كان الحب الأول في حياته، ومن الذي دفعه للكتابة من البداية، وما الذي جعله يركز عن الأدب ويعتزل ما سواه من الفنون، وغيرها من الأسرار والزوايا الغامضة في مسيرة أحمد خالد توفيق الإبداعية.

يُذكر أن محمود حافظ مؤلف العمل من مواليد القاهرة 1991، تخرج من كلية الهندسة جامعة عين شمس، صدرت روايته الأولى “بنت نبي” في 2017 ومجموعته القصصية “نحكي موسيقى: قصص من وحي الألحان” في 2021، التي بلغت القائمة الطويلة لجائزة iRead 2021.

محمد علي

محمد علي

رئيس تحرير التنفيذي لمنصة شبابيك، محرر الشئون القضائية السابق بدوت مصر، الفائز بمنحة شبكة الصحفيين الدوليين