آية وهيب تكتب للبنت المصرية: «معاش ولا كان اللي يقولك يابومة»

آية وهيب تكتب للبنت المصرية: «معاش ولا كان اللي يقولك يابومة»

يقولون البنت المصرية "نكدية"، وفي قول آخر "وشها يقطع الخميرة من البيت"، وفي القول الفصل "ضاربة بوز"، وأنا لست هنا لأنفي هذه الحقيقة بل بالعكس سأكدها لكم بالأدلة والبراهين المنطقية، ومن خلال تجارب فتيات كن "زي الوردة المفتحة"، قبل ما يصيبهن الدور في التعامل مع الشارع المصري، وبعيدا عن الكلام الكثير دعونا نستعرض عدة مواقف متكررة تحدث للفتيات تجعل من"بوزها شبرين".

يافتاح يا عليم يارزاق يا كريم 

نهار خارجي- مشهد لفتاة تستعد للخروج صباحا سواء للذهاب للجامعة أو للعمل، ومن "عملها الأسود" تقابل "حمادة"سائق التوكتوك الذي لم يتجاوز عمره 11 عام ويضع "الجل" بكثافة على شعره، وفجأة يقرر حمادة بعمل "نمرة" أمام الفتاة، فيقترب منها بأقصى سرعة حتى تظن الفتاة أنه سيصدمها، وما أن تتفاده حتى يبتعد بالتوكتوك عنها وينطلق ضاحكا، وتنتطلق هي في صب اللعنات.

معاكسات عربات النقل

وما أن يمر موقف حمادة على خير، حتى تبدأ الوصلة الجديدة من المعاكسات الغريبة، فتسمع ألفاظ مثل "أييييه يابطل"، "ياااجامد"، "ياشبح"، و"يااااعمهم" تلك الألفاظ التي تليق لمعاكسة عربة نص نقل من طراز "الدبابة" ولا تليق أبدا بفتاة، وعلى الجانب الأخر قد يمر بجوارك شخص ليلقي عليكي مجموعة من الألفاظ الخادشة للحياء، والتي تجعلك "في نص هدومك"وفي نفس الوقت عليك تقبلها وإكمال يومك بإبتسامة عريضة.

ليه تروح دريم بارك لما ممكن تركب ميكروباص؟

بجنيه وربع فقط يمكنك حضور حفلة صاخبة وركوب الألعاب الخطيرة في مغامرة لا تخلو من التشويق والإثارة، فمنذ أن تضع رجلك في الميكروباص ستجد مجموعة مختاره من أفضل أغاني المهرجانات بصوت تصم له الآذان، وفي نفس الوقت قد يجلس بجوارك شيخ موقر ليلقي لك سلسلة من النصائح حول ملابسك وطريقة حجابك الغير شرعية ومكياجك المبهرج وكل هذا تحت شعار "هتخشي النار يامنيلة"، وبعدها قد يتوقف السائق فجأة في منتصف الطريق ويطلب من الركاب النزول لأنه لايمكنه السير وسط هذا الزحام،مع احتفاظه بكامل حقه في الأجرة والمعترض"يضرب دماغه في الحيط".

المترو مرحلة الوحش

تتوقف المشاعر ويعجز اللسان عن وصف هذه المرحلة من اليوم وتحديدا إذا كانت يوم الثلاثاء الساعة التاسعة صباحا،تلك اللحظة التي يعتبر فيها ركوب المترو مسألة حياة أو موت،فالحشود الغفيرة تنتظر لحظة وصول المترو بشغف عارم يهون فيها كل عزيز وغالي فلن يكترث أحد لحقيبتك التى انغلق عليها الباب،ولا رجلك التي تحولت لكوبري مشاة "لكل من هب ودب"،ولا للغرامة التي ستدفعيها بسبب سقوط تذكرتك أثناء التدافع،فكل هذا يصبح من كمليات الأمور أما الهدف العظيم وهو الوصول للمحطة،وإذا كتب الله لكِ النجاة ووصلتي بالسلامة،نتأتي لمرحلة "والله ماعايزة فلوس".

أنا والله ما عايز فلوس

في هذه المرحلة أحب أسجل أعجابي بمستوى الإبداع والـ"creativity"، الذي ازداد في الفترة الأخيرة عند صغار المتسولين في الشوارع، فالأمر انتقل من مرحلة "اختي العيانة وأمي اللي بجري عليها"، لمرحلة "أنا مش عايز فلوس..بس محتاج 20 جنيه أكمل على فلوس مصاريف المدرسة"، ـو محاولة استعطافك من خلال المذاكرة على سلالم المترو وتحت عمدان النور، وفي الواقع كانت هذه الطريقة مجدية بالنسبة لي في البداية لكن الآن لم يعد المرتب يتسع لكلانا،فمتنعت عن اعطاء المتسولين مما جعلهم يلاحقوني في كل مكان "ولا الديّانة" رافعين شعار "هتدفع يعني هتدفع".

ونكتفي أعزائي القراء بهذا القدر من السيناريو اليومي الذي تتعرض له الفتاة يوميا والذي يأخذ من طاقتها وروحها وبالتالي ابتسامتها، وحتى نكون منصفين وبإستثناء مواقف المعاكسات، سنجد ان الرجل أيضا شريك كفاح في هذه المعاناة،وأخيرا لا يسعنا إلا ان نقول..ربنا يقوينا على مقاومة كل هذا..لنا الله. 

الكلمات المفتاحية

آية وهيب

آية وهيب

صحفية متخصصة في ملف المرأة واللايف ستايل