كيف فشلت «إدارة الخشت» في منع قتل موظفة جامعة القاهرة؟
أغلقت جهات التحقيق قضية مقتل موظفة بجامعة القاهرة رميًا بالرصاص على يد زميل لها بالعمل، بعد إعلان وزارة الداخلية انتحاره بذات السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، عند ضبطه من قبل قوات الأمن، في محافظة مطروح، التي فرّ إليها هاربًا.
وشهد حرم كلية الآثار بجامعة القاهرة جريمة مروعة، أمس الأربعاء، حيث أقدم موظف بالجامعة على قتل زميلة له تعمل كأخصائية رياضية.
لم تفارق نورهان حسين مهران الحياة قبل أن تكمل العقد الثالث من عمرها نتيجة لسلوك متطرف من زميلها فحسب، بل بسبب تقصير واضح من إدارة الجامعة، التي كانت قادرة على منع ارتكاب الجريمة.
خطايا جامعة القاهرة في جريمة مقتل موظفة كلية الآثار
أفاد موظفون بالجامعة في التحقيقات أن الجاني، والذي يدعى أحمد، كان من زملاء الدراسة للضحية في كلية الآثار بجامعة القاهرة.
وبحسب الشهود، عمل الجاني والضحية لفترة في نفس الكلية، قبل أن يبدأ في التعرض لها ومضايقتها، مما استدعى نقله للعمل بكلية التمريض.
لم تكن مضايقات الجاني للضحية قاصرة على التعرض اللفظي، بل أنه تعدى ذلك بإشعال النار في سيارتها قبل 5 سنوات، وهو الفعل الذي تسبب بإصدار حكم ضده بالحبس لمدة عام، وإلزامه بدفع تعويض قيمته 100 ألف جنيه.
بعد قضاء 3 أشهر في السجن، عاد أحمد لمقر عمله، واستمر في التعرض للضحية، حتى أنه اقتحم عليها مكتبها وهدّدها وتفوّه تجاهها بعبارات غير لائقة قبل فترة قصيرة.
وفقًا لخال الضحية، طارق عنتر، لم تجد أسرة نورهان أمامها حل سوى التقدم ببلاغ ضد الجاني لمنعه من التعرض لها مجددا، في ظل عدم حمايتها من قبل أصحاب المسؤولية عن الأمن داخل الجامعة.
تجاهلت إدارة جامعة القاهرة، التي يرأسها الدكتور محمد عثمان الخشت، سلامة موظفة لديها، على الرغم من ثبوت نية الإيذاء ضدها من شخص تمتلك المؤسسة التعليمية السلطة لإبعاده عنها.
صدر حكم قضائي بالسجن ضد الجاني، وهدد الضحية أكثر من مرة، ورغم ذلك لم تستخدم الجامعة حقها في اتخاذ إجراء تأديبي ضده، أو حتى إحالته للجهة القضائية للفصل في أمره.
وبالإضافة إلى ذلك، تواجه جامعة القاهرة الآن اتهاما بالتقصير في ضمان سلامة المتواجدين داخل أسوارها، من أعضاء بهيئة التدريس وطلاب وموظفين.
ومع وجود بوابات إلكترونية وجهاز للكشف عن الأغراض التي يمكن أن تتسبب بأذى داخل الحرم الجامعي، وتواجد أفراد أمن من المفترض أن يكونوا على مستوى عال من اليقظة، دخل الجاني الجامعة بسلاح ناري واستخدمه في تنفيذ جريمة قتل.
وبعد الفزع الذي أثاره سماع دوي الطلقات داخل حرم جامعة القاهرة، سار الجاني بسلاحه ناحية باب الخروج في وضح النهار، في ظل فشل ذريع لأفراد الأمن الجامعي في الإمساك به.