ولادة في قطار السفر.. مفاجأة أنقذت سيدة الصعيد وجنينها من الموت (صور)
مفاجأة لم تكن متوقعة وقدر ساق امرأة من الصعيد إلى وضع مولودها داخل عربة قطار السفر المتجه من القاهرة إلى الصعيد، ودون سابق إنذار باغتتها آلام المخاض، صراخ واستغاثات وصل دويها إلى جميع الركاب فأرسل الله إليها معونته.
عملية ولادة في قطار السفر
استقلت سيدة تبلغ من العمر 19 عامًا قطار السفر برفقة زوجها من محطة رمسيس بالقاهرة متجهين إلى مدينة طهطا بسوهاج حيث تقع قريتهما، كانت في شهرها التاسع من الحمل ولم تكن تتوقع أن هذا اليوم سيشهد مولد جنينها وتقر به عيناها، وبوصوله إلى مركز ملوي محافظة المنيا في حوالي الساعة 1 صباحًا انطلقت الصراخات.
مصادفة غريبة أن يتصادف وجود ثلاثة أطباء ومسعف وممرضة في نفس المكان والعربة، بل والوقت أيضًا، وعندما صرخت السيدة عزم الفريق الطبي، بعد مشاورات، على إجراء عملية ولادة في القطار المتجه للصعيد، وهم: طبيب نساء وتوليد، قلب، طبيبة أطفال، مسعف وممرضة.
أسرع الفريق الطبي الذي تشكل مصادفة داخل القطار رقم 76 والذي خرج في تمام الساعة 8 مساءً والمقرر وصوله إلى محطة سوهاج 3 صباحًا، أي قبل محطة الوصول بساعتين فقط، فأعادوا ترتيب المقاعد لتشكيل سرير لإجراء عملية الولادة، جمعوا الأدوات، مستخدمين الشيكولاتة بديل عن المحاليل بالكانيولا، زجاجة كحول حصلوا عليها من إحدى الركاب، مقص كان برفقة أحدهم، مناديل ورقية بديلاً عن القطن.
شرع الأطباء في ولادة الطفل داخل قطار الصعيد، والذي بوصوله إلى مركز منفلوط كانت المولودة شمس قد وصلت لأيدي طبيبة الأطفال التي تلقتها وبدأت الاعتناء بها ورعايتها طبيًا، إلى أن وصلا محطة أسيوط وكان بانتظارهما سيارة إسعاف، وبذلك انتهت المعاناة وحلت محلها الفرحة والزغاريد.
قطار الصعيد
وتحدث الدكتور عصام نان النجار، استشاري القلب والأوعية الدموية بمستشفى أسيوط العام، عن المخاوف التي انتابته أثناء إجراء العملية داخل القطار من احتياج الطفلة إلى حضانة، ولكن ذلك لم يحدث، وولدت شمس بحالة صحية جيدة، مشيرًا إلى حالة الذعر التي انتابت الزوج الذي شعر بالمسئولية لقراره سفر زوجته في مثل هذا الوقت.
قال الدكتور إسلام أبو شامة، طبيب النساء والتوليد، أن السيدة لم تكن تعلم أن الأعراض التي انتابتها هي آلام الولادة، فهو مولودها الأول، فأخذت في السير ذهابًا وإيابًا وبفحصها تبين أنها ستضع جنينها داخل قطار الصعيد، موضحًا أنهم تعرضوا للكثير من هذه المواقف وواجبهم المهني يوجب عليهم تأدية عملهم.