شعر عن غزة وأجمل ما قيل عنها.. قصير وطويل لمحمود درويش ونزار قباني وآخرين
دماء تسال وشهداء في كل مكان، أطفال تتيتم ونساء تترمل، أسر تشرد وبيوت تدمر، حرب ضد الطاغي والطغيان، وشعراء يعبرون عن الأوضاع بكلمات يكتبونها في شعر عن غزة يقوي من شكيمة الشعوب الغاضبة في كل الأوطان.
شعر عن غزة
العديد والعديد من الأشعار التي قيلت ولطالما تقال فيها أجمل الكلمات التي تعبر عن حال لا يطيق بشر أو أي كائنٍ كان، فقال الشاعر نزار قباني شعر عن غزة مست كلماته القلوب وزرفت لها الدموع، حيث قال فيه:
من ثلاثية أطفال الحجارة
يا تلاميذ غزة علّمونا
بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالاً
فلدينا الرجال صاروا عجينًا
علمونا كيف الحجارة تغدو
بين أيدي الأطفال ماسًا ثمينًا
كيف تغدو دراجة الطفل لغمًا
وشريط الحرير يغدو كمينًا
كيف مصاصة الحليب
إذا ما اعتقلوها تحولت سكينًا
يا تلاميذ غزة لا تبالوا
إذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا اضربوا بكل قواكم
واحزموا أمركم ولا تسألونا
شعر عن غزة قصير
والكثير من الأشعار قليلة كلماتها أو مقتضبة عبرت عن حال الأطفال والنساء والوطن الجريح المغتصب بين أيدي الأعداء، وننشر لكم شعر عن غزة قصير، وهو:
فِي غَزَّةٍ نَبَتَ الشُّمُوخُ وَأَثْمَرَا
وَتَجَاوَزَتْ أَغْصَانُهُ هَامَ الذُّرَا
وَزَهَا الإِبَاءُ وَرَاحَ يَعْزِفُ لَحْنَهُ
فَشَدَتْ بِهِ شَفَةُ المَدَائِنِ وَالقُرَى
الصَّامِدُونَ، الصَّابِرُونَ جَبِينُهُمْ
أَبَداً لِغَيْرِ اللَّهِ لَنْ يَتَعَفَّرَا
أَرْذَالُ أَهْلِ الأَرْضِ قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ
جُوعاً وَتَشْرِيداً وَمَوْتاُ أَحْمَرَا
لَكِنَّهُمْ نَحْوَ السَّمَاءِ رُؤُوسُهُمْ
وَاللَّهُ يَنْصُرُ مَنْ بِهِ إِسْتَنْصَرَا
لا تَرْقُبِي يَا غَزَّةٌ فِي جِيلِنَا
شَهْماً إِلَى نَصْرِ الضَّعِيفِ مُشَمِّرَا
رُبَّانُنَا فِي سُكْرِهِ مُسْتَغْرِقٌ
يَصْحُو وَيَرْجِعُ بَعْدَهَا كَيْ يَسْكَرَا
وَلَعَلَّهُ رَضَعَ المَذَلَّةَ يَافِعًا
وَبِكُلِّ أَثْوَابِ الخُنُوعِ تَأَزَّرَا
رَبَّوْهُ لا يَعْدُو لِلَهْفَةِ ضَارِعٍ
وَإِذَا يُنادَى لِلْفِدَاءِ اسْتَدْبَرَا
فَاصْبِرْ أَخِي المَظْلُومَ وَاشْمَخْ صَامِدًا
لابُدَّ يَوْمًا أَنْ تَعُودَ مُظَفَّرًا
لا يُسْلِمُ المَجْدُ الرَّفِيعُ قِيَادَهُ
طُولَ المَدَى إِلاَّ فَتَاهُ الأَصْبَرَا
يَا غَزَّةَ الأَمْجَادِ بِئْسَتْ أُمَّةٌ
لا تَصْحَبُ الصِّمْصَامَ كَيْ تَتَحَرَّرَا
شعر عن غزة محمود درويش
لا يشعر بفلسطين أكثر من شعبها ولذلك يحتل شعر عن غزة محمود درويش مكانة كبيرة في النفوس، فهو شاعر فلسطيني كانت له العديد من القصائد عن البلد المحتلة ومن بينها:
ليست أجمل المدن
وليست أغنى المدن
وليست أرقى المدن
وليست أكبر المدن
ولكنها تعادل تاريخ أمة
لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء،وفقرا وبؤسا وشراسة
لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته
لأنها كابوسه
لأنها برتقال ملغوم
وأطفال بلا طفولة
وشيوخ بلا شيخوخة
ونساء بلا رغبات
لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب
ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم
صحيح أن لغزة ظروفا خاصة وتقاليد ثورية خاصة ولكن سرها ليس لغزا
مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)
وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم
وليست علاقة المدرس بالطلبة
لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة
ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة
لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد
ولا يهمها كثيرا أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها
لم تصدق أنها مادة إعلامية
لم تتأهب لعدسات التصوير
ولم تضع معجون الابتسام على وجهها
لا هي تريد.. ولا نحن نريد
من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة
ومن هنا تكون كنزا معنوياً وأخلاقيا لا يقدر لكل العرب
ومن جمال غزة أن لا شيء يشغلها
لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو
قد ينتصر الأعداء على غزة
قد يكسرون عظامها
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها
وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم
وستستمر في الانفجار
لا هو موت ولا هو انتحار
ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة
وستستمر في الانفجار
شعر عن غزة هاشم
حدثني عَنْ غَزَّةِ هَاشِمٍ
عَشِيقَةُ الشّهداءِ
وعَنْ سِرِّ الشّمُوُخِ فِيهَا والإباء
وعِمْنَ أتاها لِيَسْتَنْشِقُ الْعِزَّةَ مِنْ هواها
وَيُقَبِّلُ ثَرَاهَا وَيَتَعَلَّمُ مَعَانِي الْمَجْدِ
مِنْ صَغَارِهَا الأبرياء
حدثني عِمْنَ غَزَاهَا فِي الدُّجى مَاكَرٌ
يَحْمِلُ سَيْفَ الْغَدْرِ
يَسْبِقُ الْخُطَى مُتَعَطِّشًا
لِدِماءِ أَطْفَالِهَا مُشْبَعًا بِحِقْدِ كَافِرٌ
حدثني عمْنَ أساء لَهَا وَحَرَقَ فِيهَا الْحَيَاةِ
وَجَعَلَ بَحْرُهَا الأَزرق مَمْزُوجًا بِالدِّماءِ
وَزَرَعَ فِيهَا الدَّمارَ والأشلاءُ
ودمر بُيُوتْ أهلها وَتَرَكَهُمْ فِي الْعَرَاءِ
دُونَ مأوى ولا غطاء مِنْ إِليِهَا أساء ؟؟
فَهِي غَزَّةُ الْأَميرَةِ السّمراءَ
عَشِيقَةُ الشّهداءِ ….
مِنْ إلِيِهَا أساء ؟
فهِي غَزَّةُ الَّتِي فِيها الرِّجَالُ الأشداء
وَيَخَشَّاهَا الْمُعْتَدِّينَ الْجُبناءِ
وإن مَرَرْتَ فِي طُرقاتها
تَرى الْعِزَّةِ وَالشّمُوُخِ وَالْكِبْرِيَاءِ
وفي كُل زاوِيَةِ فِي مُخَيَّمَاتِهَا
لَهَا حِكَايَةَ مَعَ النَّصْرِ وَالْعِزَّةِ
فَهِي غزة هاشم لَا تَقْبَلَ الْمُعْتَدَّيْن الْغرباءَ
هِي جُرْحٌ نَازِفٌ
مِنْ بَطْشِ الْأَعْدَاءِ
قَتَلُوهَا مَرَّاتِ عَدِيدَةِ
وَعَزَلُوهَا عَنْ الْعَالَمِ
وَجَعَلُوهَا وَحِيدَةَ
تَرَكُوهَا تَنْزُفَ وَحْدَهَا
دُونَ مُنَاصِرٌة مِنْ إخوة عَزِيزَةَ
اقتَلعوا نَخِيلَهَا وَنَسَفُوا بُيُوتَهَا
وَعُيُونُ الْعَالَمِ تَنْظُرُ
دُونَ فِعْلِ أَيُّ شَيْءِ
عَجَبِي بَلْ كُلُّ الْعجابِ
قَتَلُوا فِيهَا الْحُبُّ وَالسّلامُ
ويَدْعَوْنَ بَأنَهَا سَبَبِ الإرهاب
إرهاب مَنْ !!!
وَالطُّفُولَةُ عَلَى أيديهم تُقَتَّلَ
أفلا تَخْجَلَ أَيُّهَا الْعَالَمَ
أما زِلْتُ تَنَظُّرَ
إلى دِماءِ أهل غَزَّةُ تُرَاقُ
أفلا تَشْعُرُ أَيُّهَا الْعَرَبِيَّ
وَمَا سِرُّ صَمْتُكَ هَذَا
عَلَى جُرْحِ لَا يُطَاقُ
أم أنْتَمِ غَافِلُونَ أم غَرَّكُمْ الرَّخَاءَ
لمِا يا أخي كُلُّ هَذَا الْجَفَاءُ
فلا تحزني غزة هاشم
فَالْمُؤْمِنِينَ أشْدُ بَلاءَ
ولا تبالي مِنْ عُروبةِ
اِرْتَوَت… مِنْ كَأسِ الْوَهَنِ
سِنَّيْنِ طُوَّالِ
فَمَا أعْظُمْ أن يَنْدَمِلَ جُرْحُكَ
مِنْ دُونَ طبيب أو دَواءَ
صَبَرَا غزة هاشم
عَلَى غِيَابِ الْأُخُوَّةِ َالْأشقاءِ
فرَغْمُ الأشلاء وَضَيَاعَ الأمان
إلا إنني رأيتُ الشّمُوُخَ فِيهَا
عَالِيَا يُلَامَسُ الْعَنَانُ
رأيْتُ فِي عُيُونِ أطفالها
اِبْتِسَامَةُ
رَغْمُ عُلُوُّ طَائِرَاتِ الْغَدْرِ فَوْقَ
الْهَامَةُ
رَأَّيْتِ الْكَرَامَةَ
عَلَى جِبَاهِ أهلها
مُزَيَّنَةُ كَالْشَّامَةِ
وَعَلَى ثُغُورِهَا رَأَّيْتُ الأحرار يَتَسَامَرُونَ
يَتَسَابَقُونَ…
لِصَدِّ مَنْ عَدَاهَا
وَلِلْصُمُودِ .. فِي عُيُونِ أهلها حِكَايَةَ
عَجَزت عَنْ
تَفْسِيرَهَا عُقُولُ الْغَاصِبَيْن
فكُلُّ شَيْءِ هنا فِي غَزَّةِ يُقَاوَمُ
يَأبَى الذُّلُّ وَالْهَوانُ
وتَرى حَقِيقَةُ الْحَيَاةِ فِيهَا
رَغْمُ الْوَجَعِ وَالْأنِينِ
وإن أصغيت عِنْدَ الْمَسَاءَ
أسمعُ مُنَاجَاةَ غَزَّةِ
تُنَاجِي وتَهمس لِلْقُدْسِ بِصَوْتِ حَنُونِ
تَقُولُ لَهَا إني رأيتُ النَّصْرَ أكثر مِنْ مَرَّةٍ
فِي كُلُّ حَرْبٍ
أحْلُ بِهَا عَلَيَّ الْمُعْتَدِّينَ
إني رأيتَ النَّصْرَ أكْثُرْ مِنْ مَرَّةٍ
فِيَا قُدْسَ لَا تَحْزُنِي وَاِمْسَحِي
مِنْ عَيْنَاكَ
دَمْعِ الْبُكاءِ
غَدَا لَكِ قَادِمِينَ رِجَالًا مِنْي غَاضِبِينَ
لا يهابون الرَّدَى
وَمَا بِكلِ لَيْلٍ يَطُولُ هُنَاكَ فَجْرٌ
مُكَلَّلُ بِالضِّيَاءِ
فَهَذَا بحر غَزَّةِ
تَعُودُ زُرْقَتَهُ رَغْمِ الدِّماءِ
وَهَذَا شَاطِئُ غَزَّةُ صَامِدَا
أمام الرِّياحُ الْهَوْجَاءُ
صَامِدَاً
كَصُمُودِ أسوار الْقُدْسَ وَعِكَا
وَهَذَا تُرَابُ غَزَّةُ
مَجْبُولَا بِتُرَابِ الْجَنَّةِ
فيأيها النَّاظِرُ
مِنْ بَعيدِ
عَلَى غَزَّةِ هاشم
هنيئا لِعَيْنِيِكَ الَّتِي تَرْسُمُ
فِي دَاخِلِهَا صُورَةِ غَزَّةِ
حِكَايَةُ عِزَّةُ لا تنتهي
شعر عن أطفال غزة
إلى أطفال غزة تسمعـوا
عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام
الليل بالأكفان مجداً للأواخـــر
ونراه يغزل في الدجى المسكون
بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
عودوا إلى المشلول ياسين العـلا
بحماسه دارت على البغي الدوائر
من جوف بطن النون يهتف غاضبًا
لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
عودوا إلى الخنساء تكظم غيظهـا
لتثور بركانًا يزلزل كل خائر
عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى
بخنادق الإخوان بصور باهـر
عودوا إلى يبنا إلى يافــا إلـى
بيسان ترقب من يزف لها البشائر
للمجدل المحزون يسكب في الدجى
عبراته الحرّي على أطلال عاقر
لجبالنا الشماء تـرفع هامها
لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
عودوا إلى آثارها آبارنا
أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
والأبيات التالية قالها محمود درويش في شعر عن أطفال غزة متمثلة في طفل يدعى محمد:
محمّد
يعشّش في حضن والده طائراً خائفاً
من جحيم السماء: احمني يا أبي
من الطيران إلى فوق! إنّ جناحي
صغيرٌ على الريح… والضوء أسود
محمّد
يريد الرجوع إلى البيت، من
دون درّاجة… أو قميصٍ جديد
يريد الذهاب إلى المقعد المدرسيّ
إلى دفتر الصرف والنحو: خذني
إلى بيتنا، يا أبي، كي أعدّ دروسي
وأكمل عمري رويداً رويداً
على شاطئ البحر، تحت النخيل
ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد