حكم التداول في الأسهم والعملات والخيارات الثنائية والبورصة في الإسلام

حكم التداول في الأسهم والعملات والخيارات الثنائية والبورصة في الإسلام

لقد شاع التداول في الآونة الآخيرة واجتاح العالم خاصة كنشاط أو مجال جديد يشكل ثورة جديدة في عالم الربح بطريقة قد تكون أقرب لفكرة الربح من الإنترنت، وأنت كشخصٍ مُسلمٍ تتقي الله فبالتأكيد تبحث عن حكم التداول بأنواعه المُختلفة في الإسلام، نُقدم لك في هذا المقال بعون الله وفضله تحليلًا شامل قائم على أسس دينية وتحليل دقيق بشأن حكم التداول.

 

ما هو التداول؟

إن التداول هو مصطلح قديم وشائع، ويعني باختصار أن يتبادل شخص شيئًا مع شخص آخر بغرض المنفعة، كأن يتبادل عملة فضية مقابل الحبوب مثلًا، والتداول في عصرنا الحالي يقوم على نفس الفكرة إلى حدٍ ما باختلاف الآلية والطريقة والشائع هو التداول عبر الانترنت، كأن يقوم بتداول سهم على موقع مثل binaryoptions.com على سبيل المثال.

انتقلت هذه الفكرة إلى عالم الانترنت بشكلٍ أوسع وأعمق، يعتمد أساسها على أن يتم تصميم عملية تقوم على التداول سواء تبادل الأسهم والعملات الرقمية والخيارات الثنائية على سبيل المثال، وأصبح هناك سوق كبير لهذا المجال وهي البورصة أو الفوركس.

ما هي أنواع التداول المُختلفة؟

مع ثورة الانترنت وانتشار التطبيقات وسهولة الاستخدام أصبحت فكرة التداول أسهل وفي متناول الجميع، ومن هناك كانت البداية لتنوع طرق وأساليب التداول المُختلفة، التي يعتمد عليها المتداولون لجني الأرباح، والتي تختلف حسب الأسلوب والطريقة والمدة الزمنية أو مستوى المخاطرة.

ونتيجة لهذا التنوع الشديد في أنواع التداول، أصبح لكل شخص نوعه الخاص من التداول بناءً على احتياجاته وأهدافه وأسلوب التداول الذي يميل إليه يناسبه.

ومن أنواع التداول:

1- التداول بشكلٍ يوميّ

تعتمد فكرة التداول بشكل يومي على بيع وشراء الأسهم على سبيل المثال في نفس اليوم وعدم ترك مراكز التداول مفتوحة بعد جلسات التداول، الأمر الذي يُحتِّم على المتداول أن يبقى فترة كبيرة ومتواصلة أمام الشاشات وتصفح المواقع لمتابعة حركة التداول خطوة بخطوة وثانية بثانية، كما يجب عليه أن يتمتع بتحليل دقيق وواسع للسوق الذي سيتداول فيه ومتابعة حركاته المتغيرة باستمرار.

 

2- المراهنة أو المُضاربة

ويعتمد هذا النوع من التداول على المضاربة أو الرهان على سعر سهمٍ ما إما بالصعود أو الهبوط خلال فترة زمنية محددة على أحد المنصات الخاصة بالتداول مثل منصات تداول الخيارات الثنائية، وسبب العملية السريعة في البيع والشراء، أصبح من السهل أن يقوم المتداول بإغلاق مراكز البيع أو الشراء في ثوان أو دقائق معدودة من فتحها، حيث يحتفظ عندها المتداولون بصفقات لفترات أقصر ويتداولون بكثافة أعلى بهدف جني أرباح صغيرة ولكن متكررة. وبالمثل فإن هذا النوع من التداول يتطلّب فهمًا عميقًا وتحليلًا فنيًا ومعرفة واسعة بالسوق ومهارة وكفاءة ووعي عالي باتجاهات الأسعار.

3- التداول المتأرجح

التداول المُتأرجح أو المُتقلب، يقوم فيه المتداول بالاحتفاظ بالأسهم أو الأوراق المالية في عملية التداول لعدة أيام، وهذا بناء على تحركات وتقلبات الأسعار. حيث يعتمد المتداولون في التداول المتأرجح على تحقيق الكثير من الأرباح من خلال الاستفادة من التقلبات السعرية بناء على تحليلهم لاتجاه أسعار الأسهم أو الأوراق المالية أو العملات المشفرة.

وهذا النوع من التداول يتطلبًا مهارة كبيرة على استخدام التحليل الدقيق والبحث المُتعمق والأساسي عن الفرصة المثالية للتداول ودراسة اتجاهات الأسعار.

4- تداول المراكز

تعتمد فكرة تداول المراكز على شراء الأصول المالية والاحتفاظ بها لفترات طويلة قد تصل إلى أيام، أسابيع، أشهر، أو سنوات، وهي إستراتيجية تعتمد في الأساس على مبدأ الشراء والاحتفاظ، حيث يقوم المتداولون بحفظ أصولهم لفترة كبيرة وتجاهل التلقلبات السعرية في السوق.

ولعل الميزة التنافسية لتداول المراكز هي أنه لا يحتاج إلى وقت أو اهتمام كبير مقارنة بالتداول اليومي أو التداول المتأرجح. ومن أهم نقاط ضعهفه، هو خسارة ارتفاعات سعرية قصيرة الأجل قد يكون من الممكن أن تحقق أرباحا سريعة.

 

حكم التداول في الإسلام

الآن وبعد أن استعرضنا أنواع التداول المُختلفة وآلية عمل كل نوع، وجب أن ننوه على محظورات التداول بشكلٍ عام في الإسلام والتي تعتبر المرجعية الأساسية لمعرفة إذا كان أي نوع من التداولات حلال أم حرام، فإذا ما وقع أي نوع في هذه المحظورات يصبح هذا التداول والتعامل حرام.

الرهان أو القمار

إن القمار أو الرهان مُحرم تحريمًا نهائيًا في الإسلام، وكما نعلم جميعًا فهناك أنواع مختلفة للمقامرة والمراهنة والمضاربة، بل وإن في عالمنا الحديث ومع انتشار الانترنت أصبح الكثيرون يروجون للقمار والرهانات على أنها مباحة وعادية.

لكننا في ذلك نرجع لقول ربنا عز وجل في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)، لذا فإذا أي نوع من التداولات يشتمل على مراهنة أو مقامرة أو مضاربة فقد وقعت محل القمار وهو محرم شرعًا، والله.

 

الغرر

يغلب على معظم أنواع التداول الغموض أو عدم معرفة تفاصيل الصفقة بالكامل، ففي بعض أنواع التداول. فعلى سبيل المثال، في الخيارات الثنائية وهي أحد أنواع التداول يكون عقد الخيارات الثنائية يشوبه الغموض بشان أنه قد تم أم لا، وحتى إن تمّ العقد، يكون موعد إتمامه أو انتهاءه مُبهم، كما أن كل من طرفي العقد أي البائع والمشتري يتداولون على مبدأ المقامرة أو الرهان، وهذا حرام.

فما شرحناه بالأعلى يُقصد به "الغَرَرْ" وهو النقصان والخَطر والتعرض للجهل والهلكة، فإذا كان أي نوع من أنواع التداول قائم على شروط مبهمة أو به قصورٍ أو نقصٍ يحول دون أن يكون العقد بينًا ومعروفًا وخاليًا من القمار أو المراهنة فهو حرام.

الرافعة المالية أو الهامش

إن الرافعة المالية الهامش مُحرمة بقرار من مجمع الفقه الإسلامي لما تحتوي عليه من محاذير شرعية.

فالمقصود بالهامش الربحي هو أن يقوم المشتري أو العميل بدفع جزء أو مال ولو قليل من قيمة ما يرغب في شراءه، ويقوم الوسيط سواء إذا كان مصرف أو غيره، بدفع الباقي على سبيل القرض، وهذا نظير أن تقوم تحتفظ بالعقود التي تم شراؤها لدى الوسيط في شكل رهان بمبلغ القرض .

الكلمات المفتاحية