رئيس التحرير أحمد متولي
 رحلة تطور المقهى لكافيه.. وسر «حكواتي» زمان

رحلة تطور المقهى لكافيه.. وسر «حكواتي» زمان

المقاهي العامة أصبحت موجودة بكثرة فى الأحياء المصرية، وتعتبر مركزا للتواصل والمقابلات الاجتماعية. المقاهي فى العقد الأخير تطورت وأخدت شكل عصرى لتصبح "cafe". السؤال من أين كانت بداية المقهى  وإزاى وصل للكافيه؟

قهاوي دمشق

أول مقهى معروف تاريخا كان فى  دمشق عام 1530، وكان مساحة لمناقشة قضايا الخلافة، ثم تلاها العديد من المقاهي فى القاهرة. أغلب  هذه الأماكن كانت لتبادل الفكر. بعد الخلافة العثمانية فتح أحد الدمشقيين مقهى شهير معروف حتى الآن بإسم "Tahtakale".

مع توسع الدولة العثمانية انتقلت فكرة المقهى لأوربا في أوائل القرن الثامن عشر، ولكن فى شكل مختلف. فالمقهى العربي فى بدايته كان لمناقشة أمور الخلافة وكنوع من حلقات الفكر ثم بدأ الشعراء  في التباري، فظهرت وظيفة الحكواتى ثم تلاها وجود التخت.

الحكواتي وقصص زمان

والحكواتي، شخص امتهن سرد القصص، في المقاهي والطرقات، كان يحتشد الناس حوله قديماً. يتفاعل دائم مع جمهوره، بل يدفعه الحماس لأن يجسد دور الشخصية التي يحكي عنها بالحركة والصوت.

مقاهي أوروبا

اتخذت فكرة المقهى في أوروبا شكل ثقافي قوي، فكانت مساحة فكرية للطبقات المتوسطة والعاملة.  أصبحت المكان المخصص لقراءة الصحف ثم في بدايات عصر التنوير، كانت مركز النقاشات الفكرية في باريس و لندن. ثم تكونت مقاهي تجمع أبناء الفئة الواحدة .

في عام 1739، أصبح فى لندن مايقرب من 552 مقهى يخدم فئات مختلفة، وكان غير مسموح للنساء فى أول الأمر بالتواجد في المقاهي، إلا فى ألمانيا. ثم  قام أحد المقاهى فى لندن بتخصيص جزء للسيدات وتم تخصيص أكواب مميزة لهم.

وكان المقهى فى هذا العصر يخصص مكان لقراءة المجلات والصحف، وكانت تقام به المناظرات فى بعض الأحيان، ومن أوائل المقاهي في أوروبا والموجودة حتى  الآن "Café Procope" فى باريس.

ظلت المقاهي مساحات ثقافية حتى الخمسينيات فى القرن التاسع عشر - فترة ما بعد الحروب العالمية -، حيث بدأت حركات العمل الإنسانى والحريات  فكانت  مراكز للترويج لأهدافهم وجذب انتباه العامة.

فن المقاهي

تحولت المقاهي فى الستينيات إلى مراكز مساحات فنية لما عرف بفن الـ"underground". فكان كتاب  الأغانى والمغنيين الناشئين يقوموا بالعزف و الغناء لرواد المقاهى العامة.

حلّ الراديو بالمقاهي العربية محل الحكواتى والتخت، وبدأت المقاهي فى اتخاذ شكل النوادي للطبقة الأروستقراطية. لكن ظل المقهى محل جذب النقاشات وقراءة الصحف، ثم أصبح محل للنشطاء السياسين والاجتماعيين.

الكافيهات الحديثة

فى تسعينيات القرن الماضى، ومع بدايات الانفتاح بدأت فكرة المقهى بمسمى الـ"café" في الظهور فى مصر ثم تلتها فى المجتمعات العربية وبدأت بفروع المحلات التجارية ذات الشهرة العالمية مثل "ستاربكس" و"كوستا كوفى" ومؤخرا "كوفى بيين".

آمنة زايد

آمنة زايد

صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بالكتابة في موضوعات السفر والطعام والتعليم بالخارج