الطالب محمد رضا.. دماء لم تجف.. والقاتل؟
تحل الذكرى السنوية لاستشهاد محمد رضا، طالب الفرقة الأولى بكلية الهندسة جامعة القاهرة، يوم 28 نوفمبر كل عام، والذي ارتقى جراء إصابته بطلق ناري أطلقته قوات الشرطة، أثناء فض مظاهرة طلابية.
التقرير الطبي الرسمي - الصادر عن مصلحة الطب الشرعي - كشف إصابة محمد رضا بـ 3 طلقات نارية في الظهر والصدر والحوض، ما تسبب في نزيف داخلي بتجويف الصدر أدى إلى الوفاة.
ملف التحقيقات في الواقعة الذي فتحته النيابة العامة، تضمن العديد من شهادات الطلاب، وأعضاء بهيئة التدريس، جمعتها 12 مؤسسة حقوقية من داخل الحرم الجامعي، أشارت جميعها إلى قتله بنيران قوات الشرطة عقب اقتحامها الجامعة، فضلا عن مقاطع فيديو التي سجلت الحادث ورصدت وقائع اقتحام بوابة الجامعة الرئيسية، والإطلاق الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع، وأعيرة الخرطوش، وملاحقة الطلاب.
وتأكيدا لما ذكرته المؤسسات الحقوقية، والطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، أقر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة - في مداخلات وتصريحات إعلامية - أن عملية قتل الطالب محمد رضا، موثقة لدى إدارة الجامعة بالصور والفيديوهات، وأنهم لن يسمحوا بمرور الحادث إلا بمحاسبة عناصر الشرطة المتورطة في إطلاق النيران.
ورغم تضامن الدكتور جابر نصار، وتصريحه بأنه حضر تشييع الجنازة، ومحاولة الوقوف مع الطلاب في مظاهرات احتجاجية اشتعلت حينها في الجامعات، إلا أن موقفه جاء مغايرا بعد عامين من الحادث، فحسب ما صرح به مصدر باتحاد طلاب كلية الهندسة، اليوم الأحد، فإن "نصار" رفض تنظيم الاتحاد لوقفة كان من المقرر إقامتها بحرم الجامعة إحياء لذكرى مقتل زميلهم، قائلا «إنتم مش هتقدروا تسيطروا على الوقفة، ما اتعلمتوش من اللي حصل لمحمد رضا ولا إيه».
والدة محمد رضا في فبراير 2015، عرضت خلال مؤتمر صحفي صورا لأفراد من قوات الشرطة يطلقون الخرطوش داخل حرم الجامعة، قالت إنه لم يتم استدعائهم أو تحديد هويتهم رغم اتهامها لهم بقتل ابنها، مضيفة أن عقيد بوزارة الداخلية أبلغها أنهم تابعون لقطاع عمر بن الخطاب بالكتيبة الثالثة بالأمن المركزي.