فضل الموت في العشر الأواخر من رمضان
الصيام درجات صوم العوام، وصوم الخواص، وصوم خواص الخواص.
صوم العوام هو المعروف بالامتناع عن الأكل والشرب وسائر الشهوات.
ويأتي في درجة أعلى منه صوم الخواص، وهو الباطن، حيث ينقى القلب من جميع المفسدات، وبه يرتقي الإنسان عن المباحات، وعن كل ما حرم الله عز- وجل وجل.
وأعلاهم درجة هو صوم خواص الخواص، وبه يصل الإنسان إلى أعلى درجة من الارتقاء عن المباحات والبعد عن المحرمات والمفسدات.
فضل الموت في الأواخر من رمضان
من مات على شيء سيبعث علي ما كان عليه، والصائم يكون في طاعة ومن مات على طاعة سيبعث على طاعة.
جاء في الحديث الشريف الذي روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل، يُبْتَلَى الرجلُ على حسبِ دينه... فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ، حتى يتركه يمشي علَى الأرضِ وما عَلَيْه خَطِيئَةٌ».
وأجمع العلماء على أنه لم يرد شيء في أن من مات في العشر الأواخر من رمضان يدخل الجنة.
واتفق العلماء أن الموت في العشر الأواخر من رمضان ما لم يرد به دليل لدخول صاحبه الجنة، فهو من الغيبيات التي اختص بها الله- تعالي- نفسه.
ومن أدلة قبول الميت ودخوله الجنة- بأمر الله-، هو شهادة الناس له بالخير وحسن الخلق والصلاح والهداية.
روي عن أنس بن مالك أنه قال: «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: وجبت، ثم مروابأخرى، فأثنوا عليها شرا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: وجبت، فقال عمر بن الخطاب: ما وجبت؟، فقال صلى الله عليه وسلم: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».