عاصفة شمسية تضرب الأرض في هذا التوقيت.. هل تتأثر مصر؟
شهد العالم حدثا نادرًا يوم الجمعة الماضي، حيث أطلق انفجار ضخم في قرص الشمس عاصفة مغناطيسية تؤثر على الغلاف الجوي للأرض وهي الأولى من نوعها منذ عام 2003. من المتوقع أن تؤدي هذه العاصفة إلى تداخل محتمل مع شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات والملاحة، مما يمكن أن يستمر تأثيرها خلال نهاية الأسبوع، مما يتسبب في تشويش على المجال المغناطيسي للأرض.
التصنيف الحالي للعاصفة هو G4، وهو مصنف كـ "شديد". وتشمل آثارها تدفقًا من الجسيمات النشطة إلى الفضاء، مما قد يؤثر على الأقمار الصناعية ويسبب مشاكل في التوجيه أو إرسال المعلومات.
التأثيرات المحتملة للعاصفة :
انقطاع التيار الكهربائي: تُعد انقطاعات التيار الكهربائي على نطاق واسع أكبر المخاوف المحتملة، حيث يمكن أن تتسبب العاصفة الشمسية القوية في اضطراب المجال المغناطيسي للأرض، مما قد يؤدي إلى تلف خطوط الكهرباء.
اضطرابات في الاتصالات: قد تتأثر أنظمة الاتصالات التي تعتمد على موجات الراديو عالية التردد، مثل الأقمار الصناعية وبعض أجهزة الراديو. ولكن هذا معناه أنه من غير المحتمل أن يتوقف عمل الهواتف المحمولة أو راديو السيارة، لأنه يعتمد على موجات الراديو منخفضة التردد.
التأثيرات على الأقمار الصناعية: قد تواجه الأقمار الصناعية صعوبات في التوجيه أو إرسال أو استقبال البيانات خلال العاصفة.
الشفق القطبي: من ناحية أخرى، قد تؤدي العاصفة إلى ظهور عروض مذهلة للشفق القطبي في مناطق خطوط العرض العليا.
ما هي الإجراءات المتخذة؟
أطلقت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA تحذيرًا غير عادي للعاصفة يوم الخميس، وتم ترقيته إلى تحذير أكبر يوم الجمعة. وقد بدأت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي برصد انفجارات على سطح الشمس يوم الأربعاء، حيث تجهت خمسة منها على الأقل نحو الأرض، ووصل أولها إلى الغلاف الجوي للكوكب يوم الجمعة.
وأشار مايك بيتوي، رئيس العمليات في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي بالوكالة، إلى أهمية التحذيرات وتوقع أن يكون التأثير خلال اليومين المقبلين أكثر أهمية مما شهدناه حتى الآن.
تهدف هذه التحذيرات إلى منح الوكالات والشركات الوقت لتنفيذ تدابير الحماية اللازمة. ومن المتوقع حدوث المزيد من التوهجات والعواصف الشمسية في الأسابيع القادمة.
الوضع الحالي:
من المتوقع أن تستمر العاصفة الشمسية في التأثير على الأرض خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع احتمال حدوث المزيد من التوهجات والانبعاثات الكتلية الإكليلية. تراقب NOAA عن كثب نشاط الشمس وتصدر تحديثات منتظمة حول العاصفة.
تجدر الإشارة إلى أن العواصف الشمسية تحدث بشكل متكرر، وتتبع دورة مدتها 11 عامًا. ونحن حاليًا في ذروة دورة النشاط الشمسي الحالية، والتي بدأت في ديسمبر 2019.
وكانت أشد عاصفة شمسية مسجلة في التاريخ هي حدث كارينغتون عام 1859، والتي تسببت في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وأضرار بالبنية التحتية.
هل تتأثر مصر بهذه العاصفة الشمسية؟
أعلن معهد البحوث الفلكية في مصر أنه سيتم رصد العاصفة في مصر عن طريق مرصدين، وهما مرصد المسلات المغناطيسي بشمال الفيوم، ومرصد أبوسميل المغناطيسي في أقصى جنوب مصر، والذي يتبع المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
سيتم رصد التغيرات المغناطيسية من ناحية الكم والاتجاه في نفس الوقت لـ تحليل البيانات ومعرفة المزيد من المعلومات عن المجال المغناطيسي الأرضي والفيزياء الفلكية، و تمت الإشارة إلى أن العواصف المغناطيسية لن تشكل ضررًا على الأرض، حيث أنه تم تطوير الأجهزة التي قد تتأثر بهذه العواصف لتتحمل قوتها مثل المولدات الكهربائية، ومحطات الإرسال والاستقبال الأرضية.
هذه العواصف المغناطيسية لها فوائد علمية كثيرة، إذ تزود المجتمع العلمي بمعلومات عن الفضاء والطقس الفضائي والغلاف المغناطيسي للأرض وتستخدم أحيانًا في استكشاف باطن الأرض وغيرها.