هل ترفع الأعمال في النصف من شعبان؟.. أقوال العلماء ودار الإفتاء
هل ترفع الأعمال في النصف من شعبان؟، سؤال يطرحه الكثير من المسلمين مع اقتراب حلول يوم 15 من الشهر المبارك، سعيًا للتوبة والحرص على الإكثار من الطاعات لمحو السيئات.
فضل شهر شعبان
يعد شهر شعبان هو الشهر الثامن وفقًا للتقويم الهجري، ويتمتع بمكانة عظيمة في نفوس المسلمين لأنه يستبشر بحلوله اقتراب أيام شهر رمضان الفضيل.
لذا فإن الكثيرين يغتنمون أيام شهر شعبان، لإعداد أنفسهم دينيًا وتقويمها وتربيتها على المسابقة للخيرات، حتى تعينهم على كافة الأعمال الصالحة والقربات في رمضان كالصلاة والصيام والذكر والدعاء وقراءة القرآن.
كما أن لشهر شعبان مكانة كبيرة للحديث الشريف الوارد في فضل الصيام فيه وأنه ترفع فيه الأعمال إلى الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِم».
حكم صيام النصف من شعبان يوم الجمعة
متى ترفع الأعمال إلى الله؟
جدير بالذكر أنه قد ورد في السنة النبوية ما يدل على أن أعمال العباد ترفع أولاً بأول للعرض على الله سبحانه وتعالى، وذلك كل يوم مرتين، مرة بالنهار ومرة بالليل.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ».
وبيّن الإمام النووي ذلك في قوله: «الملائكة الحفظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، وَيصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل».
هل ترفع الأعمال إلى الله في 15 شعبان؟
بينما ترفع أعمال جميع الخلق للعام بأكمله في شهر شعبان، لكنه لم تختص ليلة أو يوم النصف من شعبان لرفع الأعمال وعرضها على الله، كما أوضحت دار الإفتاء المصرية.
ففي قوله صلى الله عليه وسلم «وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ»، لم يختص النبي ليلة أو يوم بعينه لرفع الأعمال، لذا يلزم على كل مسلم أن يجتهد طوال شهر شعبان كاملا حتى تختم أعماله بالصالحات.
