آية وهيب تكتب: لماذا تخاف الفراشة الوقوع في الحب؟
" في معمعة الحياة اللي لازم تستمر بنصحى وننام، نشتغل وننجح، نفرح ونزعل، نسافر ونكتشف حاجات جديدة، لكن للأسف كل ده لوحدنا. ااه حوالينا ناس بنحبهم وبيحبونا بس مفيش شريك للمودة والرحمة، للسراء والضراء، يمكن بسبب الخوف أو الظروف، لكن في النهاية تعددت الأسباب وكوباية الحب فاضية.
بداخل البنت فراشة تريد أن تنتطلق تطير عاليا.. ويبقى الخوف هو النار الذي تحرق تلك الفراشة وخاصة إذا كان الخوف مرتبط بالحب،وعن هذا حكت الفراشات
- انا شخص نجاح جدا في شغله، عندي صحاب ومعارف كتير، وأغلب وقتي بقضيه وسط ناس، حتى شكلي ومستوايا المادي والإجتماعي كويسين جدا.
بس للأسف.. بخاف وخوفي تحديدا من المبادرة.. يعني لما بعجب بولد مبعرفش اتقرب منه ولا اعمل خطه زي البنات عشان "أوقعه"، بخاف من الإحراج أو اني اخسره كصديق لو بينت مشاعري ليه، طول الوقت بركز على شكلي قدامه وكأنها حاجة عيب لو حس بمشاعري فبتحفظ ديما في التعامل معاه مبفتحش اي مواضيع ممكن تدخل في سكة الحب ولا الكلام ده عشان بخاف يحرجني، وبينتهي الموضوع ده ديما اني بتحط في خانة الصديقة الممتازة لكن مبيعملش مني حبيبة...وهكذا الأيام.
أما الفراشة الثانية لم يكن لديها نفس خوف الأولى إلا أنها أملكت خوفا من نوع آخر.
-عارفة أنا بترعب من الفشل،أنا مريت بتجربة خطوبة استمرت 3 سنين، كل حاجة بينا جميلة جدا وحبينا بعض بجد، لكن فجأة كل حاجة خلصت.. حصلت مشاكل بينا بدأت تبعدنا عن بعض ، لحد ما فسخنا الخطوبة، بس انا كنت لسه بحبه فضلنا نتواصل بعدها شوية بحجة الصداقة وانه كل شيء نصيب وكده،بس هو كان عاملني"استيبن" وده اللي اكتشفته بعد سنة كاملة من الإحباط واللعب بالأمل والمشاعر، يعني كان يغيب ويتربط ولما يفشل يرجعلي، كل مره كان بيديني أمل ويرجع يكربس الدنيا فوق دماغي، بصراحة سد نفسي عن كل الرجالة، خلاني أخاف لأني مش هتحمل فشل جديد في حياتي...
عندما يتحول مصدر الآمان والحماية وفارس الأحلام الأول لدى الفتاة، لمصدر خوف وإحباط.. فقل على الحب يارحمن يارحيم وهذا هو سبب خوف الفراشة الثالثة.
-انا كنت اتمنى ان سبب خوفي يكون اي راجل في الدنيا ماعدا بابا..أنا أبويا عقدني لدرجة خليتني أدعي ربنا كل يوم اني مش عايزة أتجوز ولا أخلف عشان مخلفش عيال معقدين زي، تخيلي ان أول ذكرى أفتكرها لأبويا كانت وهو بيطلق ماما، بس ياريت الحكاية انتهت هنا لأ راح اتجوز وخلف ولما اتخنق من مراته الجديدة طلقها، وخد منها ولادها وحب يرجع ماما طبعا عشان تخدمهم، وللأسف بعد الزن على أمي من ناحية أهلها رجعتله،وعشينا أيام صعبه جدا من سوء المعاملة خلت أمي يوميا تنام معيطه،وفي يوم قرر بابا انه يسافر السعودية بحجة انه يحسن دخله، طبعا ده كان عيد بالنسبالنا اننا خلاص هنرتاح،بس هو سافر وانقطعت اخباره في ناس بتقول انه اتجوز هناك وفي ناس بتقول انه ساب السعودية وراح الإمارات..وكافحنا مع أمي عشان نقف على رجلنا ونكمل تعليمنا،بس ده خلاني اخاف وابعد عن اي حد يحاول يقرب مني.
هل إذا توفرت لتلك الفرشات حياة خالية من التجارب الفاشلة كانتا سيتخلصان من الخوف؟
-لأ..مش ديما يعني أنا مثلا أهلي بيحبوني جدا وموفرين ليا كل حاجة اتمناها،ابويا راجل عظيم طول عمره صاحبي وبحكيله اسراري كلها حتى من قبل ماما،بس ده عملي خوف لأني مرتبطة بيهم جدا وبحبهم أوي فمش متخيلة حياتي بعيد عنهم، يعني بعيط لمجرد تخيل العيشة في شقة مع واحد تاني غيرهم، ده غير مين ده اللي هلاقي فيه ربع صفات بابا،ولا مين هيدلعني زي ماما،انا هنا لامسؤلية ولا حد يؤمرني أما لما هرتبط هيتحكم فيها ويفضل يتشرط ومسؤلية وحاجات كتير تخوف بصراحة.
والتحفظ على شخصية الرجل المصري قد تكون سببا للخوف أيضا
-انا مش بخاف من الرجالة بس الرجالة هي اللي بتخاف مني، يمكن عشان عندي خطة لحياتي وعايزة اطور من نفسي واسافر واتعلم، وده مش النوع اللي بيحبه الرجالة، الراجل عايز وحدها يوجهها ويزرع جواها شخصيته،حد يتشعلق في رقبته وميتحركش غير تحت عينه وبطريقته وإلا ميبقاش راجل وعارف يسيطر،عايز حد أجهل منه عشان ميكتشفش جوانب ضعفه ويعريه قدام نفسه، فده بيخليه يترعب من كلمة واحدة عندها "career" لأنه بيدور عليها ست بيت فقط.
و قد تجعل ذكرى حبيب غائب التفكير في حب جديد خيانة
-انا اخدت نصيبي من الحب خلاص، ومعنديش مانع اني أفضل عايشه على الذكريات،طالما ذكريات جميلة وصعب تعويضها..عارفه انا كل يوم بقعد أفكر نفسي كل يوم بتفاصيلنا مع بعض عشان منساش حاجة،بقابل أصحابنا ونفضل نتكلم عنه عمرنا ما ملينا سيرته، انا لحد دلوقتي بجيب البيرفيوم بتاعه وارشه في كل مكان في البيت عشان أحس انه لسه موجود معايا،مش عايزة انساه حتى الشيكولاته اللي بيحبها بأكلها كل يوم حتى اشتريت منها كتير جدا عشان خايفه لاتخلص من السوق،حاسه انى لو فكرت في حد بعده هتبقى خيانة ليه،لأن الموت مش معناه الفناء هو عايش جوايا يبقى ليه ادور على غيره.