انتشال الآثار الغارقة بميناء أبو قير في الإسكندرية.. كنوز المتوسط تخرج للنور (صور)
شهدت منطقة أبي قير البحرية بالإسكندرية، اليوم الخميس 21 أغسطس 2025، أول عملية رسمية لانتشال الآثار الغارقة في مصر منذ 25 عامًا.
ووصف السياسيون والخبراء هذه الخطوة بالتاريخية، حيث نجحت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في إدارة الآثار الغارقة، في استعادة 5 قطع أثرية ثقيلة من أعماق البحر المتوسط، وذلك بحضور رسمي وإعلامي واسع.
وتُعد هذه العملية تتويجًا لجهود مصرية حثيثة للحفاظ على تراثها المغمور بالمياه، وتعكس اهتمام الدولة المتزايد بهذا الملف المهم الذي يجمع بين القيمة الأثرية والجاذبية السياحية.
وجرت مراسم انتشال القطع الأثرية في فعالية بارزة حضرها عدد من كبار المسؤولين، يتقدمهم شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والفريق محمود فوزي قائد القوات البحرية
كما حضر المراسم الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، إلى جانب نخبة من قيادات الوزارة والمجلس الأعلى للآثار.
لحظة تاريخية بعد ربع قرن من التوقف
أعلن الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذه العملية تمثل حدثًا فارقًا، كونها أول عملية انتشال منظمة منذ ربع قرن.
ووصف إسماعيل الخطوة بالتاريخية والمهمة للغاية في مجال الحفاظ على التراث المصري، موجهًا شكره لجميع العاملين في إدارة الآثار الغارقة على جهودهم الدؤوبة.
وأثنى على الدور الحيوي الذي لعبته القوات المسلحة، ممثلة في القوات البحرية، ومحافظة الإسكندرية في تقديم الدعم اللوجستي اللازم لإنجاح هذه المهمة المعقدة التي تتطلب دقة وتنسيقًا على أعلى مستوى.
خطط طموحة وقيود دولية لعمليات انتشال الآثار الغارقة
كشف وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، عن نجاح انتشال 5 قطع أثرية ذات وزن ثقيل، مؤكدًا أن الوزارة تدرس حاليًا عدة مقترحات للاستفادة من هذه الكنوز، من بينها إنشاء متحف متخصص للآثار الغارقة، أو تأسيس متحف تحت الماء ليقدم تجربة فريدة للزوار.
عدد إصابات حادث الضبعة مطروح اليوم وخسائر بالسيارات
بعد تنفيذ الإعدام.. القصة كاملة لسفاح الإسماعيلية
وأوضح الوزير أن عمليات انتشال الآثار الغارقة لا تشمل كافة القطع المكتشفة، وذلك التزامًا بقوانين واتفاقية اليونسكو.
حيث تضع ضوابط صارمة لحماية بعض القطع التي قد تتأثر سلبًا عند إخراجها من بيئتها المائية بسبب طبيعة المواد المكونة لها، مؤكدًا أن القطع التي لا يوجد عليها خطر أثناء الانتشال تم انتشالها بالفعل.
تكامل أثري وسياحي لدعم عروس المتوسط
أكد الفريق أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، أن جهود انتشال الآثار الغارقة تسير بالتوازي مع خطط الترويج السياحي الشاملة للمحافظة، مشيرًا إلى وجود متابعة دولية لهذه المجهودات المصرية الرائدة.
وأضاف أن المجلس الأعلى للآثار يستعد للإعلان قريبًا عن كشف أثري جديد يتعلق بسفينة غارقة، مما سيعزز من مكانة الإسكندرية كوجهة سياحية وأثرية عالمية.
ولفت المحافظ إلى أن هذه الجهود الأثرية تتزامن مع مشروعات تنموية ضخمة تشهدها المدينة، مثل استكمال مشروع قطار أبو قير الذي يهدف لربط شرايين المدينة وتسهيل الحركة فيها.
وتُجسد هذه العملية التكامل بين الحفاظ على التراث وتحقيق التنمية المستدامة، حيث يُنظر إلى انتشال الآثار الغارقة كخطوة حيوية لتعزيز مكانة الإسكندرية على خريطة السياحة العالمية.