في اليوم العالمي للطيران.. تعرف على أول مصرية تقود طائرة
في اليوم العالمي للطيران المدني، لا يمكن أن ننسى كابتن طيار لطفية النادي، التي تحدت الأعراف والتقاليد، وتعلمت الطيران مع زملائها من الرجال لتصبح أول امرأة مصرية وثانى امرأة تقود طائرة فى العالم بمفردها.
البداية
ولدت النادي في عام 1907، كان والدها يعمل بالمطبعة الأميرية وكان يرى أن الدراسة للبنت يجب ألا تتعدى المرحلة الابتدائية بعكس الأم التي رأت أن تعليم الفتاة ضرورة حتى نهاية المطاف لأن الأم هي مصنع الرجال.
وبعدما انتهت من دراستها، قررت الانضمام إلى مدرسة الطيران التي تم إنشاءها حديثا في ذلك الوقت، وبالطبع قوبلت الفكرة بالمعارضة التامة من جانب والدها، ولكنها كانت عازمة ومصممة، فقبل والدها أن يسمح لها بذلك دون أن يدفع مصاريف الدراسة.
كفاحها وإصرارها
لم يكن قرارا سهلا، ولم تكن الظروف في صالحها ولم تكن تملك نقودًا لتدفع تكاليف الدراسة، وبإصرار وبحث عن البدائل لجأت إلى كمال علوى، مدير عام مصر للطيران آنذاك، وعندها فكّر بالأمر وطلب منها أن تعمل فى مدرسة الطيران وبمرتب الوظيفة يمكنها سداد المصروفات.
وافقت على ذلك وعملت سكرتيرة بمدرسة الطيران، وكانت تحضر دروس الطيران مرتين أسبوعيًا، تعلمت الطيران مع زملاء لها على يد مدربين مصريين وإنجليز فى مطار ألماظة بمصر الجديدة، وكانت الشابة الوحيدة بينهم، وحظيت باحترامهم وتقديرهم، وفى نفس الوقت كانت تعمل فى مطار ألماظة بغرض الحصول على المال لتمويل تعلمها الطيران.
المبادرة
في عام 1933 بعد ثلاثة أشهر فقط من التحاقها بمدرسة الطيران حصلت علي رخصة الطيران الخاص بها، وكان رقمها 34 على مستوى مصر، فقد تخرج قبلها 33 رجل ففط لا غير، وكانت بذلك أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الرخصة. تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة، فتعلمت في 67 يوماً. وقد تلقت الصحافة الدعوة لحضور الاختبار العملي لأول طيارة "كابتن" مصرية في أكتوبر
أرسلت لها هدى شعراوى، رائدة الحركة النسائية المصرية برقية تهنئة تقول فيها: «شرّفت وطنكِ، ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر، بارك الله فيكِ».
ليس ذلك فقط بل تبنت «الشعراوى» مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة لـ«لطفية»، لتكون سفيرة لبنات مصر فى البلاد التى تمر بأجوائها أو تنزل بها، وكانت قد فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحقت بها «زهرة رجب، نفيسة الغمراوى، لندا مسعود، بلانشي فتوش، عايدة تكلا، ليلي مسعود، عائشة عبد المقصود، وقدرية طليمات»، بجانب عزيزة محرم، التى أصبحت كبير معلمين معهد الطيران المدني في إمبابة.
حياتها العائلية
من أجمل لحظات عمرها -على حد قولها- عندما أخذت والدها فى الطائرة، وقادت به فوق القاهرة ثم ذهبت إلى الجيزة والتفت بالطائرة حول الأهرامات وأبى الهول، ولما رأى جرأتها وشجاعتها قام بتشجيعها واحتضانها، بعد أن كان معارضا، وتقول النادي :"السبب الحقيقي الذي دفعني إلي الطيران هو أن أكون حرة"
لم تتزوج «لطفية» قط، وعاشت جزءًا كبيرًا من حياتها فى سويسرا، حيث مُنحت الجنسية السويسرية تكريمًا لها، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين فى القاهرة عام 2002.