هل اليوم الوطني بدعة؟.. أعلام الدعوة يجيبون
يثير الجدل حول ما إذا كان اليوم الوطني بدعة اهتماما واسعا ومتجددا في الأوساط الدينية والمجتمعية سنويا، حيث تستدعي هذه المناسبة نقاشًا حول مشروعيتها في الإسلام.
وتصدى عدد من أبرز علماء الدين وأعلام الدعوة لهذه المسألة، مقدمين فتاوى وآراء مفصلة تحسم الجدل من منظورهم الشرعي، وتتفق في مجملها على عدم جواز الاحتفال به، مع تباين في تفاصيل التعليل والاستدلال.
فتاوى تعتبر أن اليوم الوطني بدعة وتنهى عنه
يجمع عدد من كبار العلماء على أن الأعياد المشروعة في الإسلام تقتصر على عيدي الفطر والأضحى فقط، وأن أي احتفال دوري آخر لا يجوز.
ويؤكد الشيخ عثمان الخميس على هذا المبدأ، مشيرا أن للمسلمين عيدين فقط، وأن الاحتفال بغيرهما، خاصة إذا كان متكررا، هو من الباطل المنهي عنه.
وفي السياق ذاته، يرى الشيخ صالح الفوزان أن التسمية لا تغير من حقيقة الأمر، فسواء أطلق عليه يوم أو عيد، فإن تكراره السنوي يجعله مشابهًا للعيد المشروع، وهو ما يجعل مسألة اليوم الوطني بدعة واضحة من وجهة نظره.
ويستند هذا التحريم في كثير من الفتاوى إلى قاعدتين أساسيتين، هما البدعة والتشبه، ويوضح الشيخ عبدالعزيز بن باز أن الاحتفال بالأيام الوطنية هو من قبيل التشبه بأعداء الله، حتى وإن تم بحسن نية.
ويفصّل الشيخ ابن باز الحكم بأنه إذا كان القصد من الاحتفال هو التعبد والتقرب إلى الله، فإنه يعد بدعة محدثة في الدين، أما إذا كان القصد مجرد إظهار منجزات الدولة، فإنه يظل محرما لأنه يدخل في باب التشبه باليهود والنصارى في أعيادهم ومناسباتهم القومية، وهو ما يؤكد لديهم أن اليوم الوطني بدعة ومنهي عنه.
ومن منظور آخر، يتناول الشيخ محمد بن صالح العثيمين المسألة من زاوية فكرية وتربوية، حيث يرى أن الحماس والولاء يجب أن يكونا للدين أولا وليس للوطن المجرد.
ويشير أن تربية الأجيال على الدفاع عن الوطن دون ربط ذلك بالدفاع عن دينهم هي دعوة فاشلة، وأن وطن المسلم الحقيقي هو المكان الذي يستقيم فيه دينه.
ويقدم الشيخ صالح اللحيدان رأيًا في حالة خاصة، حيث يفتي بأنه إذا أُلزم الشخص بالاحتفال ولم يكن قادرا على دفع ذلك عن نفسه، فلا حرج عليه، مع تأكيده على أن أي عيد سوى ما شرعه الله هو عيد باطل في أصله.