17 حديث عن اليوم الوطني من السنة النبوية

17 حديث عن اليوم الوطني من السنة النبوية

تزخر السنة النبوية المطهرة بالعديد من النصوص التي يمكن أن مثل حديث عن اليوم الوطني، حيث تؤسس لمفاهيم عميقة حول حب الأوطان والانتماء إليها، وتبرز المكانة الخاصة التي تحظى بها بعض البقاع المباركة في الإسلام.

وتتجلى هذه المعاني السامية في الأحاديث الشريفة التي تناولت مكانة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهما المدينتان اللتان تشكلان القلب النابض للمملكة العربية السعودية.

وتكتسب هذه النصوص أهمية خاصة في مناسبات مثل اليوم الوطني السعودي، حيث يبحث المواطنون عن نصوص دينية تربط بين انتمائهم المعاصر لدولتهم وبين الجذور الإسلامية العميقة التي قامت عليها هذه البلاد.

وتوفر الأحاديث النبوية هذا الربط من خلال إبراز قدسية الأرض وفضلها، والدعاء لها بالبركة والخير، وهي المعاني ذاتها التي يتم استحضارها في الاحتفالات الوطنية، لتأكيد أن حب الوطن والإخلاص له هو قيمة إسلامية أصيلة.

حديث عن اليوم الوطني السعودي في حب مكة

تظهر عدد من الأحاديث النبوية الشريفة مدى تعلق النبي محمد ﷺ بمسقط رأسه مكة المكرمة، وهو ما يقدم نموذجا فريدا في حب الأوطان، ومن أبرز هذه الأحاديث ما رواه عبد الله بن عدي بن الحمراء، والذي يصف فيه مشهد وداع النبي ﷺ لمكة وهو واقف في سوقها بمنطقة الحزورة، حيث قال: «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وصححه.

ويعزز هذا المعنى حديث عن اليوم الوطني قصير يرويه ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه يخاطب النبي ﷺ مكة قائلا:

«ما أطيبك من بلد وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» رواه الترمذي وصححه.

ويشرح العلماء والمشايخ أن هذين الحديثين، وغيرهما، يؤكدان أن مكة المكرمة هي أفضل بقاع الأرض وأحبها إلى الله، وأن خروج النبي ﷺ منها لم يكن خيارا شخصيا بل كان نتيجة للظروف التي فرضها عليه قومه، والأمر الإلهي، ويستدلون على فضلها العظيم بأن الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة، وهو ما يرسخ مكانتها كأفضل البقاع.

إذاعة حديث عن اليوم الوطني في حرمة المدينة المنورة

تنتقل دفة الأحاديث بعد ذلك للتأسيس لقدسية المدينة المنورة، التي أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الأولى ومثوى النبي ﷺ.

وتوضح مجموعة كبيرة من النصوص أن النبي قد أعلن المدينة حرما آمنا، تماما كما حرم النبي إبراهيم عليه السلام مكة.

ويمكن الاستشهاد بهذه الأحاديث عند تنظيم أي فعالية أو إذاعة حديث عن اليوم الوطني للتأكيد على قدسية أرض الحرمين الشريفين.

ومن هذه الأحاديث ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:

«المدينة حرم ما بين عير إلى ثور» مختصر من حديث متفق عليه.

وتفصل أحاديث أخرى الأحكام المترتبة على هذا التحريم، حيث يُمنع قطع شجرها أو صيد طيرها أو أخذ لقطتها إلا للتعريف بها.

وتأتي هذه التشريعات لحماية البيئة الطبيعية للمدينة والحفاظ على أمنها واستقرارها، في مفهوم متقدم للحماية البيئية يمكن اعتباره جزءا من أي حديث عن اليوم الوطني 95 الذي يركز على الاستدامة، فعن علي رضي الله عنه أيضا عن النبي ﷺ في المدينة:

«لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال ولا يصلح أن يقطع فيها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره» رواه أحمد وأبو داود.

وقد أكد النبي ﷺ أن هذا التحريم هو امتداد لتحريم إبراهيم لمكة، كما جاء في حديث عباد بن تميم عن عمه أن رسول الله ﷺ قال:

«إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة» متفق عليه.

وتحدد الأحاديث حدود هذا الحرم بدقة، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه:

«حرم رسول الله ﷺ ما بين لابتي المدينة وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى» متفق عليه.

كما ورد عنه أيضاً في تحريم شجرها:

«سمعت رسول الله ﷺ يحرم شجرها أن يخبط أو يعضد» رواه أحمد.

وقد دعا النبي ﷺ للمدينة بالبركة في أرزاق أهلها، في حديث يرويه أنس رضي الله عنه:

«اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم» متفق عليه.

وتشدد الأحاديث على عقوبة من ينتهك حرمة المدينة، كما في رواية البخاري عن أنس:

«المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث، من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

وفي رواية لمسلم عن عاصم الأحول قال:

«سألت أنسا أحرم رسول الله ﷺ المدينة؟ قال: نعم هي حرام ولا يختلى خلاها، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:

«إني حرمت المدينة حرام ما بين مأزميها أن لا يهراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح ولا يخبط فيها شجر إلا لعلف» رواه مسلم.

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:

«إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضاهها ولا يصاد صيدها» رواه مسلم.

وعنه أيضا أن النبي ﷺ قال في المدينة:

«حرام ما بين حرتيها وحماها كلها لا يقطع شجره إلا أن يعلف منها» رواه أحمد.

حديث شريف عن اليوم الوطني

توضح السنة النبوية أن الصحابة الكرام كانوا يطبقون هذه الأحكام بصرامة، وهو ما يمكن أن يكون حديث شريف عن اليوم الوطني في التطبيق العملي لتعاليم الدين، فعن عامر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ:

«إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها» رواه أحمد ومسلم.

وقد طبق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هذا الأمر بنفسه كما ورد في الرواية التالية عن عامر بن سعد:

«أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبدا يقطع شجرا أو يخبطه فسلبه، فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن يرد على غلامهم أو عليهم ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله ﷺ وأبى أن يرد عليهم» رواه أحمد ومسلم.

وفي واقعة أخرى مشابهة يرويها سليمان بن أبي عبد الله:

«رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله ﷺ فسلبه ثيابه فجاء مواليه فقال: إن رسول الله ﷺ حرم هذا الحرم، وقال: من رأيتموه يصيد فيه شيئا فلكم سلبه فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله ﷺ، ولكن إن شئتم أعطيكم ثمنه أعطيتكم» رواه أحمد وأبو داود.

وقد ورد في هذا الشأن قول النبي ﷺ:

«من أخذ أحدا يصيد فيه فليسلب ثيابه» رواه أبو داود.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011