محمود عيسى.. المقاوم الذي أرعب إسرائيل حرا
أفرج كيان الاحتلال اليوم الاثنين عن الأسير الفلسطيني محمود عيسى بعد 32 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية، وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت بموجب خطة السلام التي رعتها الإدارة الأمريكية.
ويعد عيسى، الذي يوصف بأنه العقل المدبر لعملية خطف وقتل الجندي الإسرائيلي نسيم طوليدانو عام 1992، عميد أسرى حركة حماس وأقدم أسير للحركة في سجون الاحتلال.
ورفضت إسرائيل مرارا إدراج اسم عيسى في صفقات تبادل سابقة، أبرزها صفقة وفاء الأحرار عام 2011، مصنفة إياه كواحد من أخطر الأسرى لديها، وموجهة له اتهامات بمواصلة تجنيد خلايا عسكرية من داخل السجن.
فرحة لم تكتمل.. ناجي الجعفراوي حرا وشقيقه صالح شهيدا
من هو محمود عيسى الذي أُطلق سراحه اليوم؟
يعرف محمود عيسى صاحب الـ 57 عاما بانه الرجل الذي أسس أول خلية عسكرية لكتائب القسام في القدس بهدف أسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بمؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، وقد حكم عليه بثلاثة أحكام بالسجن المؤبد و46 عاما، قضى منها 13 عاما في العزل الانفرادي المشدد.
وقاد محمود عيسى في ديسمبر 1992 عملية خطف الرقيب نسيم طوليدانو، حيث طالبت خليته بالإفراج الفوري عن الشيخ ياسين، لكن رفض حكومة الاحتلال آنذاك أدى إلى مقتل الجندي.
وبعد 6 أشهر من المطاردة، تم اعتقاله مع رفاقه في يونيو 1993، في عملية وصفتها إسرائيل حينها بأنها إطاحة بأخطر خلية في شرق القدس.
الرهائن يتحدثون مع ذويهم من هواتف عناصر القسام
وقضى محمود عيسى فترة سجنه الطويلة متنقلا بين السجون، وتعرض للعزل مرات عدة، كان أبرزها بعد محاولة هروب عبر نفق تم حفره أسفل سجن عسقلان عام 1996، ومرة أخرى لعشر سنوات متواصلة بدءا من عام 2002 بتهمة قيادة عمليات من داخل السجن، وهي الفترة التي حُرم فيها من زيارات عائلته بشكل شبه كامل.
ولد محمود عيسى في بلدة عناتا بالقدس عام 1968، ودرس في كلية الشريعة بجامعة أبو ديس، وعمل مديرا لمكتب صحيفة صوت الحق والحرية قبل اعتقاله.
وخلال فترة سجنه الطويلة، توفي والده ووالدته التي لم يتمكن من رؤيتها سوى 5 مرات من خلف الزجاج، ورغم ظروف السجن القاسية، عرف عنه أنه مفكر ومؤلف في مجالات مختلفة، ومواظب على مراجعة حفظه للقرآن الكريم كاملا كل 3 أيام.