من هو مروان البرغوثي الذي يرعب خروجه الإسرائيليين؟
تثير احتمالية إطلاق سراح مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح، تساؤلات عميقة تزامنا مع موافقة إسرائيل وحركة حماس على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، حيث طالبت حماس بإدراج أسماء قيادات فلسطينية بارزة ضمن الصفقة، وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،أحمد سعدات، المحكوم بالسجن 30 عاما، ومروان البرغوثي المحكوم عليه بخمس مؤبدات وأربعين عاما إضافيا.
رمزية البرغوثي وتأثير الإفراج عنه على السلطة الفلسطينية
وكشفت تقارير إعلامية أن إسرائيل قد تستثني بعض الأسماء الحساسة، من بينها البرغوثي، لما يمثله من رمزية سياسية وشعبية بين مختلف فصائل الشعب الفلسطيني.
يُنظر إلى احتمال الإفراج عن مروان البرغوثي كضربة رمزية قوية للسياسة الأمنية الإسرائيلية، إذ يمثل خروجه من السجن فشلا لنهج الردع الذي تتبناه تل أبيب منذ سنوات، كما أن هذه الخطوة قد تمنح خصوم حكومة نتنياهو فرصة لانتقاده، سواء داخل إسرائيل أو على المستوى الدولي.
من هو مروان البرغوثي؟
ولد مروان البرغوثي في 2 يونيو 1959 بقرية كوبر شمال رام الله. انضم إلى حركة فتح في سن مبكرة، وسجن للمرة الأولى وهو في الخامسة عشرة من عمره بسبب نشاطه السياسي، بعد الإفراج عنه، واصل دراسته في التاريخ والعلوم السياسية، وبرز كأحد أبرز قادة الانتفاضتين الأولى والثانية، حتى أصبح أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني.
اعتقلته إسرائيل عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، وأدانته محكمة عسكرية بتهم تتعلق بتدبير عمليات مسلحة أسفرت عن مقتل مدنيين إسرائيليين، ليحكم عليه بخمس مؤبدات وأربعين عاما، غير أن البرغوثي رفض الاعتراف بشرعية المحكمة، مؤكدا أنه أسير سياسي يناضل من أجل حرية شعبه.
ويصفه أنصاره بنيلسون مانديلا الفلسطيني، في إشارة إلى رمزيته كقائد مقاوم أسير يحظى بدعم واسع من مختلف التيارات الفلسطينية، وخلال السنوات الأخيرة، تصاعد الجدل حول ظروف احتجازه بعد نشر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير مقطعا مصورا يظهر فيه وهو يقتحم زنزانة البرغوثي في سجن غانوت، ما أثار قلقا بشأن وضعه الصحي والنفسي.
يذكر أن إدراج اسم مروان البرغوثي ضمن قوائم الأسرى المحتمل الإفراج عنهم لا يعد مجرد مطلب فصائلي، بل قضية تحمل أبعادا سياسية ووطنية عميقة، إذ قد تسهم في تعزيز فكرة الوحدة الفلسطينية وتعيد إحياء الأمل بالمشروع الوطني الجامع.