تمر الزواحف بعملية الانسلاخ لتتمكن من تغيير لونها أو الهرب من المفترسات أو وضع البيض أو النمو؟

تمر الزواحف بعملية الانسلاخ لتتمكن من تغيير لونها أو الهرب من المفترسات أو وضع البيض أو النمو؟

تعد عملية الانسلاخ، أو تبديل الجلد، واحدة من أكثر السمات البيولوجية إثارة للدهشة في عالم الزواحف، وهي مشهد مألوف يلاحظه مربو الثعابين والسحالي، حيث يتخلى الحيوان عن طبقته الخارجية بالكامل في عملية تُعرف علميا باسم «Ecdysis، فهل هذا السلوك هو آلية دفاعية، أم تمويه، أم جزء من عملية التكاثر، أم أنه ضرورة حتمية للنمو؟

الدافع الحقيقي وراء عملية الانسلاخ في الزواحف

الإجابة القاطعة والمباشرة على هذا السؤال هي: النمو.

ويعود السبب في ذلك إلى الطبيعة الفريدة لجلد الزواحف، فعلى عكس جلد الإنسان، الذي يتمدد وينمو باستمرار مع نمو الجسم، يتكون جلد الزواحف من طبقات صلبة من مادة الكيراتين، وهذه الطبقة الخارجية، بما في ذلك الحراشف، ثابتة الحجم وغير مرنة إلى حد كبير.

ويعمل هذا الجلد الخارجي كبدلة واقية تحمي الزاحف من الجفاف، والبيئة، والإصابات، ولكن مع استمرار الزاحف في النمو من الداخل بما يشمل زيادة حجم العضلات والعظام، تصبح هذه «البدلة» الخارجية ضيقة جدا ومقيدة للحركة والنمو.

ولحل هذه المشكلة، يقوم جسم الزاحف بعملية مبرمجة، إذ تبدأ طبقة جلدية جديدة وكاملة في التكون تحت الطبقة القديمة، وعندما يكتمل نمو الطبقة الجديدة، يُفرز الجسم طبقة من السائل بين الجلدين القديم والجديد لفصلهما عن بعضهما.

وعندما يحين الوقت، يبدأ الزاحف في حك أنفه أو جسمه بأسطح خشنة كالأحجار أو الأغصان لتمزيق الجلد القديم.

وبمجرد فتح ثغرة، يبدأ الحيوان بالزحف خارجا من جلده القديم، تاركا وراءه قشرة شفافة تمثل نسخة طبق الأصل من طبقته الخارجية.

أما الخيارات الأخرى المذكورة في السؤال، فهي إما مفاهيم خاطئة أو فوائد ثانوية وليست السبب الرئيس:

  • تغيير اللون: هذا اعتقاد خاطئ شائع، فصحيح أن ألوان الزاحف تبدو أكثر إشراقا وزهوا بعد الانسلاخ، لكن هذا ببساطة لأن الجلد الجديد «حديث» ولم يتعرض بعد للاحتكاك أو البهتان، وعملية الانسلاخ لا تمنح الحيوان قدرة جديدة على تغيير لونه مثل الحرباء التي تستخدم خلايا خاصة تسمى حاملات اللون.

  • الهرب من المفترسات: هذا عكس الواقع تماما، إذ تعد فترة الانسلاخ من أكثر الأوقات التي تكون فيها الزواحف «ضعيفة وهشة»، فقبل الانسلاخ مباشرة، يصبح لون الجلد باهتا، وفي حالة الثعابين، تصبح الأغطية التي تحمي أعينها وهي جزء من الجلد ضبابية، مما يضعف بصرها بشدة، وخلال هذه الفترة، تميل الزواحف إلى الاختباء وتجنب المواجهة لأن قدرتها على الدفاع عن نفسها أو الصيد تكون في أضعف حالاتها.

  • وضع البيض: لا يوجد رابط سببي مباشر، فعملية الانسلاخ هي عملية مرتبطة بالنمو والصحة العامة، بينما وضع البيض هو عملية تكاثرية، وقد تتزامن العمليتان، لكن الزاحف لا ينسلخ «لكي» يتمكن من وضع البيض.

ورغم أن النمو هو المحرك الأساسي، إلا أن لعملية الانسلاخ فوائد صحية هائلة، فهي تسمح للزاحف بالتخلص من الطفيليات الخارجية، مثل العث والقراد، التي تكون قد علقت بالجلد القديم، كما أنها تجدد أي أجزاء تالفة أو بالية من الجلد، مما يضمن بقاء الدرع الواقي للحيوان في أفضل حالاته.​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011