الهدف من القراءة يكون بحسب ما قرئ له.. صواب أم خطأ؟

الهدف من القراءة يكون بحسب ما قرئ له.. صواب أم خطأ؟

ينظر المثقفون إلى عبارة «الهدف من القراءة يكون بحسب ما قرئ له» كقاعدة أساسية ومحورية في فهم عملية القراءة؛ فالقراءة ليست نشاطا واحدا متجانسا، بل هي عملية ذهنية نشطة تتشكل بالكامل بناءً على النية أو الغرض المسبق منها.

كيف يتحدد الهدف من القراءة؟

يعد تحديد الهدف من القراءة، أو «لماذا نقرأ؟»، هو الخطوة الأولى التي تحدد بشكل قاطع «كيف نقرأ؟».

وتتغير استراتيجيات القراءة وسرعتها ومستوى التركيز المطلوب بشكل جذري بناء على الغرض الذي نسعى إليه.

​​​​​​​

على سبيل المثال، تختلف «القراءة للمتعة» عند تصفح رواية أدبية اختلافا كليا عن «القراءة للدراسة»، ففي الحالة الأولى، يكون الهدف هو الاستمتاع والانغماس في الأحداث، وقد يقرأ الشخص بسرعة، مركزا على الخطوط العريضة للقصة والشخصيات.

وعلى النقيض تماما، تتطلب «القراءة الأكاديمية» أو قراءة نص علمي هدفا مختلفا، وهو الفهم العميق والتحليل والنقد، وهذا يفرض على القارئ وتيرة بطيئة، وقراءة فاحصة، وإعادة قراءة الفقرات المعقدة، وربما تدوين الملاحظات.

وبالمثل، تختلف «القراءة الاستطلاعية»، التي تهدف لأخذ فكرة عامة عن النص مثل قراءة عناوين الصحف، عن «القراءة المسحية» التي تهدف للبحث عن معلومة محددة جدا مثل البحث عن رقم هاتف في دليل أو تاريخ معين في وثيقة.

كما أن القراءة لـ«اتباع التعليمات»، مثل قراءة وصفة طبخ أو دليل تركيب، تتطلب نمطا متسلسلا يركز على التنفيذ الصحيح لكل خطوة.

ولذلك، فإن الهدف هو الذي يسبق القراءة ويوجهها، فلا يمكننا قراءة عقد قانوني بنفس العقلية التي نقرأ بها مجلة ترفيهية؛ فالغاية تحدد الوسيلة، وهذا المبدأ هو جوهر القراءة الفعالة والناقدة.

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011