هل شهر رجب تضاعف فيه السيئات؟ تحليل نوع العقوبة

هل شهر رجب تضاعف فيه السيئات؟ تحليل نوع العقوبة

يقف المسلم في شهر رجب أمام تحذير قرآني مهيب «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»، مما يفتح باب النقاش حول نوعية العقوبة التي تنتظر منتهكي حرمة هذه الأيام الفاضلة.

حقيقة مضاعفة السيئات في شهر رجب

تؤكد القاعدة الشرعية الراسخة أن السيئة في رجب لا تضاعف من حيث العدد، استنادا لقوله تعالى: «وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا».

ومع ذلك، يجمع كبار المحققين مثل ابن باز وابن عثيمين على أن المعصية في هذا الشهر «مغلظة الإثم»، بمعنى أن قبحها وعقوبتها عند الله تكون أعظم بكثير من المعصية في غير الأشهر الحرم.

ويشير الفقهاء أن «شرف الزمان» يلقي بظلاله على العمل؛ فكما أن الحسنات تعظم في رجب، فإن السيئات تعظم «كيفا» لا عددا، نظرا لجرأة العبد على انتهاك حرمة ما عظم الله.

ويوضح العلماء أن النهي عن ظلم النفس في الأشهر الحرم يمثل «تأكيدا» على زيادة التحريم.

وتتجلى الخطورة في أن انتهاك قدسية رجب يعكس استهانة بحدود الله، مما يجعل العقوبة أكثر إيلاما وتأثيرا على قلب المؤمن.

ويشرح المختصون أن «ظلم النفس» في رجب قد يتخذ صورا متعددة، منها التكاسل عن الطاعات أو الوقوع في صغائر الذنوب التي قد يراها البعض يسيرة، لكنها في ميزان الشهر الحرام تعد تجاوزا كبيرا يستوجب التوبة السريعة والندم الأكيد لتلافي آثار الغضب الإلهي.

​​​​​​​

الحكمة من تغليظ الآثام في رجب

تعتبر مدرسة التحقيق الفقهي أن تغليظ الإثم في رجب يهدف إلى «زجر النفس» عن الاستهتار بالحدود.

وبناء على ذلك، فإن المسلم المطالب بتعظيم شعائر الله يجد في رجب دافعا قويا للابتعاد عن مواطن الشبهات.

ويمثل رجب «ميزانا دقيقا» للتقوى؛ فالحذر فيه واجب، واليقظة فيه ضرورة، والابتعاد عن الظلم بكافة أشكاله هو السياج الذي يحمي المسلم من السقوط في فخ الآثام المغلظة.

ويقول العلماء إن هذا التغليظ هو في حقيقته رحمة بالعباد، ليدفعهم نحو الالتزام والوقوف عند حدود الله، مما يهيئهم لدخول رمضان بقلوب طاهرة نقية من دنس المعاصي وآثارها المظلمة.​​​​​​​

عمر مصطفى

عمر مصطفى

صحفي مصري يقيم في محافظة الجيزة ومتخصص في ملف التعليم وكتابة الأخبار العاجلة منذ عام 2011