سبب تأجيل محاكمة المتهمين في وفاة السباح يوسف محمد.. موعد الجلسة القادمة
لقي السباح يوسف محمد حتفه في واقعة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الرياضية المصرية، مما دفع محكمة جنح مدينة نصر إلى عقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بالتسبب في وفاته.
موعد جلسة محاكمة المتهمين في وفاة السباح يوسف محمد بعد تأجيلها
وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 8 يناير المقبل، استجابة لطلب الدفاع للإطلاع على أوراق القضية واستخراج صور رسمية من التحقيقات، في محاولة لتحديد المسؤوليات الجنائية والمدنية للأطراف المتورطة في تنظيم بطولة الجمهورية للسباحة.
تفاصيل الجلسة الأولى لمحاكمة المتهمين في رحيل السباح يوسف محمد
شهدت الجلسة الأولى حضورا مكثفا من أسر الضحية وممثلي القانون، حيث يواجه 10 متهمين اتهامات بالإهمال والتقصير، يتقدمهم رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد السباحة، ومديره التنفيذي، ورئيس لجنة المسابقات، ومدير البطولة، والحكم العام، بالإضافة إلى ثلاثة من طاقم الإنقاذ.
وتعود وقائع القضية إلى ثبوت إهمال جسيم أدى إلى غرق الطفل السباح يوسف محمد في قاع المسبح، عقب انتهاء سباقه دون أن تنتبه الأجهزة الإشرافية أو فرق الإنقاذ لوجوده لفترة زمنية كافية لوفاته.
طالب دفاع أحد المنقذين المتهمين، في تصريحات عقب انتهاء الجلسة، بضرورة استدعاء رئيس لجنة الحكام باتحاد السباحة، لتحديد النطاق المكاني لمسؤولية المنقذين والحكام داخل المسبح.
ويهدف هذا الطلب إلى فض الاشتباك القانوني حول من يقع عليه الدور المباشر في ملاحظة السباحين أثناء وبعد المنافسات، خاصة وأن التحقيقات كشفت عن ثغرات تنظيمية وفنية واسعة في إدارة البطولة التي شهدت الحادثة الأليمة.
تقرير الطب الشرعي يحسم الجدل حول أسباب وفاة يوسف محمد
أثبت تقرير مصلحة الطب الشرعي والمعمل الباثولوجي سلامة جسد الطفل المجني عليه من أي أمراض مزمنة أو مواد محظورة.
وأوضح التقرير أن السباح يوسف محمد فقد وعيه في نهاية السباق وهبط إلى القاع، مما أدى إلى امتلاء مجاريه التنفسية بالماء وتوقف عضلة القلب.
وشهدت الطبيبة الشرعية أمام النيابة بأن محاولات الإسعاف التي جرت في موقع الحادث، كانت محاولات اجتهادية لعودته للحياة -لم يشبها أي تقصير-، إلا أنها لم تُفلح لطول فترة بقائه بقاع المسبح فاقدًا للوعي.
وكشفت معاينة النيابة وتفريغ المقاطع المرئية عن مفاجأة صادمة، حيث ظل السباح يوسف محمد في قاع المسبح لمدة 3 دقائق و34 ثانية دون أن يلاحظه أحد.
ولم يتم اكتشاف الواقعة إلا عند البدء في فعاليات السباق التالي، وهو ما عزز اتهامات النيابة للمنظمين بالتقصير في أداء مهامهم، خاصة مع تواجد طاقم طبي وسيارة إسعاف في الموقع لم تتدخل إلا بعد فوات الأوان.
تحقيقات النيابة ترصد غياب الخبرة وسوء التنظيم في بطولة السباحة
أظهرت استجوابات النيابة العامة لرئيس وأعضاء اتحاد السباحة افتقار الأغلبية العظمى، منهم للخبرة والدراية الكافية بالقواعد التنظيمية والفنية اللازمة لإدارة مسابقات بهذا الحجم.
وأشارت النيابة في مذكرتها إلى عدم اختيار المؤهلين فنيا واللائقين صحيا للقيام بأعباء تنظيم مسابقاتها، وهو ما تسبب في حالة من العشوائية أدت في النهاية إلى تعريض حياة الأطفال المشاركين للخطر، وليس فقط الضحية السباح يوسف محمد.
أكدت شهادات أكثر من 20 شاهدا، بينهم مسؤولون بوزارة الشباب والرياضة وأطباء، وقوع إهمال جسيم من الحكم العام وطاقم المنقذين.
وأفادت لجنة التحقيق الوزارية بمخالفة الاتحاد المصري للسباحة ونادي الزهور لأحكام قانون الرياضة والكود الطبي للاعبين الصادر بقرار رقم 1642 لسنة 2024.
وتبين من فحص ملف اللاعب خلوه من الإجراءات الطبية الإلزامية التي تفرضها اللوائح قبل السماح له بالمشاركة، مما وضع المتهمين جميعا تحت طائلة المسؤولية الكاملة عن الوفاة.
