الفتاة التى كسرت عُرف اتحاد طلاب مصر
ظهرت معالم التشكيل النهائي لاتحاد طلاب مصر، بعد انتخاب الأمناء والمساعدين للجان السبع، واختيار الرئيس ونائبه، الخميس الماضي، ولأول مرة في تاريخه تكون طالبة ضمن أعضائه.
بسنت مصطفى محمود عثمان، 22 عاما، من مواليد مركز رشيد بمحافظة البحيرة، الطالبة الوحيدة ضمن تشكيل اتحاد طلاب مصر الذي طال انتظاره بعد تجميده لمدة عامين، لتسجل المرة الأولى التي يضم فيها الكيان الطلابي فتاة.
لم تمنعها غربتها ودراستها العملية بالفرقة الخامسة كلية الطب البيطري جامعة قناة السويس، أن تضع بصمتها في العمل الطلابي لكسب ثقة زملائها، حتى نجحت في الوصول لمنصب أمين اللجنة الاجتماعية باتحاد طلاب مصر.
بدأت "بسنت" العمل الطلابي بتأسيس أسرة «vet 4 you»، أثناء دراستها بالفرقة الأولى، ثم حصلت على الطالبة المثالية بالجامعة وهي بالفرقة الثانية، وقادت الكثير من الأعمال الطلابية والتطوعية، وانتقلت لتأسيس فريق «world hope team» المعني بتقديم خدمات تعليمية وكورسات للطلاب.
في عام 2011/2012 فازت بعضوية اللجنة الاجتماعية بكلية الطب البيطري جامعة قناة السويس، وفي 2014 نجحت في التصفيات الأولي لمسابقة الطالبة المثالية بالجمهورية ضمن أول ٨ طالبات.
ووفقا لتصريحات أدلت بها لـ"شبابيك"، سعت "بسنت" منذ بداية نشاطها الطلابي لكسب ثقة الطلاب، عن طريق إقامة الأنشطة والحفلات، وتنظيم الندوات الثقافية والخدمية، ما أكسبها ثقة الطلاب زملائها.
وتضيف: «كان لوالدي ووالدتي دورا كبيرا وفعالا في تكوين شخصيتي.. وتشجيعي على تنمية وتطوير مهاراتي.. رغم اني ابنتهم الوحيدة».
«حبي للأنشطة الطلابية عموما» كان نقطة البداية التي انطلقت منها للوصول إلى اتحاد طلاب مصر، ومنحني ثقة الطلاب لتحميلي ملف اللجنة الاجتماعية، والتواصل مع جميع الجامعات المصرية، رغم أنني فتاة.
وأكدت «بسنت»، على أن الفتاة لا يعيق طريقها وطموحها شيء، وليس من العيب أن تسعى للوصول لهدفها، وإن كانت وحيدة باتحاد كله طلاب وهي الفتاة الوحيدة، إنما ترى أن العيب أن يترك الجميع هذه الفتاة لتعمل بمفردها المسئولية دون مساندة.
وكشفت عن تلقيها هجوما شديدا من بعض الطلاب حين قررت الترشح لمنصب أمين اتحاد الكلية، حمل رسالة: «أنتي بنت إزاي تمسك رئيس اتحاد، هي الجامعة مفيهاش راجل يعني»، قائلة: «من هذه الزاوية كانوا ينظرون».
وعلقت أمينة اللجنة الاجتماعية باتحاد طلاب مصر، إن تولي المناصب لا يُحسب بالجنس إنما بالكفاءة، معتبرة أن مجلس الاتحاد كان ينقصه تمثيل أكبر للطالبات.
وتطمح «بسنت» لإنجاز الكثير من خلال منصبها الجديد باتحاد طلاب مصر، من خلال تفعيل دور صندوق التكافل الاجتماعي وحق الطلاب فيه، والعمل على تطوير المدن الجامعية، وتعميم مبدأ «توحيد الحقوق» بحيث لا تتميز جامعة بخدمات عن جامعة أخرى.
نظرتها للعمل الطلابي لم تقتصر على الجامعات المصرية، فقد أشارت إلى أنها تريد عمل منتديات لتبادل الثقافات بين طلاب جامعات الدول العربية والأفريقية.
لم تغفل طبيعة الأوضاع التي تمر بها الدولة المصرية، وتأثير السياحة عليها، فأطلقت مبادرة «اعرف بلدك» لتنظيم رحلات للأمكان السياحية المغمورة، وتعريف الطلاب بمعالم بلادهم، لكن هذه المبادرة تنتظر بحسب قولها «رد الوزارة».
عن مرحلة ما بعد الجامعة وخوض العمل السياسي، قالت: «نجاحي في العمل الطلابي من الممكن أن يكون انطلاقة للعمل السياسي، ومن الممكن أن نرى بسنت وزيرة.«
وكان أول ظهور لمجلس اتحاد طلاب مصر، عقب الانتخابات الطلابية في الجامعات عام 2011، والذي تم تشكيله بعضوية رؤساء اتحادات طلاب الجامعات ونوابهم، برئاسة أمين اتحاد جامعة الزقازيق أحمد عمر.
وقنن المجلس وجوده رسميا في اللائحة الطلابية التي وضعها عام 2012، والتي أجريت على أساسها انتخابات 2013، وتشكل مجلس لاتحاد الجامعات برئاسة أمين اتحاد جامعة بنها محمد بدران.
وأجرت وزارة التعليم العالي انتخابات الاتحاد هذا العام، أسفرت عن انتخاب الطالب بجامعة القاهرة عبدالله أنور لرئاسة اتحاد طلاب الجامعات المصرية، والطالب بجامعة طنطا عمرو الحلو نائبا، وبسنت مصطفى عثمان، الطالبة بطب بيطري قناة السويس لتشغل منصب أمين اللجنة الاجتماعية.
