البنات مش عايزة خلفة ليه؟.. السر عند «هولي» و«نينا» و«شيماء»
«أنا مش عايزة أخلف» جملة غريبة مش بنسمعها كتير من البنت المعروف عنها حبها الغريزي وشغفها بالأطفال، ومش بس بنستغربها ده إحنا بناخدها على قد عقلها وفي سرنا نقول «بكرة تكبر وتعقل.. وأكيد لما تتجوز هتغير رأيها».
بس المشكلة بتبدأ لما البنت بتتمسك بقرارها، والجملة اللي كانت بتتقال وخلاص تتحول لحقيقة. «شبابيك» بحث عن الأسباب اللي بتخلي البنت تقرر بكامل إرادتها أنها متخلفش.
رغم الإختلاف بين ثقافة الشرق والغرب مختلفتش نظرة الستات لغريزة الأمومة كتير، وإلى الأن يتم النظر للبنت اللي قررت عدم الإنجاب نظرة غريبة.
راديو بي بي سي في لندن عرض قصتين لبنتين خدوا نفس الموقف، وإزاي المجتمع تعامل معهما على أنهما ارتكبا جريمة في حق نفسهم هيندموا عليها لما يكبروا. «شبابيك» كمان سأل البنات في مصر.
هولي بروكويل 29 سنة- لندن
دايما الناس مبتتوقعش مني جملة «أنا مش هخلف» وبتتعامل معايا كأني ضد الطبيعة، وكتير منهم بيشوفني أنانية وغير مقنعة بالمرة، الحياة اختيارات وكل واحد بيبقى مرتاح أكتر مع اختياره ده لأنه لو عمل عكس اللي حاسه بيفضل ندمان طول عمره، وده اللي حصل مع أمي.
أمي طول عمرها مقررة أنها مش هتخلف، لكن بابا كان حابب يكون أسرة ويكون عنده أولاد وبسبب الحب هي تنازلت وخلفت، والنتيجة أنها فضلت عايشه حزينة طول عمرها، يمكن ده من أقوى الأسباب اللى خلتني أصمم على عدم الخلفة.
أنا كمان مش لاقيه حاجة تجذبني للفكرة ومعنديش استعداد آخد من وقتي ومجهودي لرعاية طفل، عشان كده أنا بسعى أعمل عملية تخلصني من شبح إنى ممكن أكون حامل، لكن العمليات اللي من النوع ده غير مسموح بيها في لندن، فأنا بحاول ألاقي مكان في بلد تانية أقدر أعمل فيه العملية.
نينا نيكوو متزوجة منذ 10 سنوات- إيران
أنا معنديش أي رغبة في الأمومة، وعشان كده بشوف إنه مفيش أبشع من جريمة إنجاب طفل غير مرغوب فيه للعالم ده.
أنا مجتهدة جدا في شغلي، وعندي مشروعي الخاص وعندي 6 موظفين لمتابعة الشغل، ومفيش حاجة بترضي شغفي في الحياة أكتر من شغلي.
أكيد الناس بتقول عليا أنانية، بس بغض النظر عن رأي الناس فيا أنا مش هقدر اتخلى عن أحلامي اللي تعبت وبذلت مجهود كبير عشان أحولها حقيقة.
أهلي اتصدموا لما عرفوا قراري، ومن وقتها مبيسبوش فرصة إلا ويفتحوا الموضوع، ومش أهلي بس ده كمان قاريبي وأصحابي طول الوقت بيقنعوني أني ارتكبت خطأ كبير هندم عليه طول عمري، وفي بداية جوازي كانوا متخيلين إن أنا أو جوزي بنعاني من العقم ومخبيين عليهم.
ثقافة عدم الإنجاب بقت منتشرة في إيران وكتير من أصحابي مخلفوش، لأن وجود طفل أصبح عبء على كتير من الستات المتعلمة، لأن وجود طفل معناه أنك عمرك ما هتعرفي تركزي على شغلك .
دي كانت حكاية «هولي» و«نينا» اللي عايشين بره خلونا نعرف رأي البنات في مصر.
منة 22 سنة- آنسة
«عشان أخلف لازم أكون واصلة لدرجة من الاستقرار النفسي والمادي والأسري يخليني أفكر أجيب أطفال أشاركهم الحياة بتاعتي (ده أنا واللي متجوزاه)».
ثانيا.. الطفل مسؤولية كبيرة، مش خلفة كدا وخلاص.. هو عشان كل الناس بتعمل كدا يبقى نعمل زيهم!، لازم نسأل نفسنا ليه هخلف؟ وهل أنا هتحمل المسئولية دي ولا لا؟
في ناس كمان، شايفة إن البلد دي مينفعش يخلفوا فيها، لأن العيال مش هيبقالهم حقوق ولا مستقبل.
آمنة 25 سنة- آنسة
التدريس بيحسسك إن الخلفة قصة محروقة مفيهاش إبداع يعني هتخلف طفل ويجي الدنيا عشان أخلي بالي منه وأربيه ويطلع عيني! أنا حاسه إن تربية قطة أو كلب هيكون أفضل بكتير.
شيماء 24 سنة- متزوجة
مش ده العالم اللي يبقى عندنا فيه شغف بالخلفة وتحديدا في مصر. إحنا بنتعب جدا عشان نعرف نعيش. أنا مش عايزة طفل يتبهدل في المواصلات ويذاكر حاجات مبيحبهاش عشان يطلع حاجة مبيحبهاش ويشتغل حاجة مبيحبهاش ويبقى دورنا معاه إننا نقوله معلش ويوم ما هنعمل فيه خدمة هنسهله السفر بره ونقضي طول عمرنا نقول لنفسنا «معلهش» عشان محرومين منه.
الأرقام بتقول كده
واضح إن فكرة عدم الإنجاب في إزدياد، وده اللي بتوضحه دراسات منظمة التعاون والتنمية والإقتصادية (OECD) لعام 2013.
المنظمة دي بتقول إن نسبة السيدات غير المنجبات في السن 44:40 بتزيد في شمال وجنوب أوروبا وتقل في شرق أوروبا وجزء من جنوب أوروبا وأسيا الوسطى والغربية.
وفي سويسرا 21% من النساء فوق سن الأربعين بدون أطفال وترتفع النسبة لـ40% بين النساء المتعلمات تعليم عالي.
