«بابا نويل».. قصة تحول القس نيكولاس لـ«سانت كلوزا»
بابا نويل أو سانتا كلوزا.. شخصية تاريخية ارتبط ذكرها بعيد الميلاد عند المسيحيين.. رجل عجوز ذو لحية بيضاء يحمل دائما الهدايا..
في القرن الرابع الميلادي تحديدا في مدينة مورابأسيا الصغرى، كان هناك رجلا ثريا يدعى إبيفانيوس وزوجته تدعىتونة، يعيشان في هدوء وسلام، وبالرغم من غناهم الكبير لم يكن لديهما أولاد يرثوا ثروتهم.. ظلوا هكذا حتى وصلوا للكبر، حينها رزقا بطفلهما نيكولاس.
منذ صغره كان نيكولاس ذكيا نابغا فحفظ كل تعاليم الكنيسة، فقدمته عائلته كشماس في الكنيسة، ثم ترهبن فعاش حياة الزهد بعيدا عن الدنيا ومغرياتها، هذا ما جعله يعين قسا وهو مازال في التاسعة عشر من عمره، وخلال هذه الفترة اشتهر نيكولاس بالإحسان والعطف على الآخرين.
ذات يوم كان في المدينة رجلا غنيا فقد ثروتة، وكان يحتاج للأموال ففكر في توجيه بناته الثلاثة اللاتي فاتهن سن الزواج للعمل في الأعمال المنافية للآداب، لكن القديسنيكولاس علم بما ينتوي هذا الرجل فعله، فأخذ من مال أبويه ووضع مبلغا في كيس وتسلل ليلا دون أن يشعر به أحد وألقى بالمال من نافذة الرجل، هذا ما جعل الرجل وبناته يدهشوا كثيرا.
استطاع الرجل تزويج أبنته الأولى بهذه الأموال، وفي ليلة آخرى ألقى لهم بالكيس الثاني مما جعله يزوج أبنته الثانية، لكن أراد الرجل معرفة الشخص الذي يقوم بهذه الأعمال ليشكره، فأنتظر ليلا خارج المنزل ليرى القديسنيكولاس هو من يقوم بهذا، فأخذ يبكي عند قدميه ويشكره بشده على معروفه، إلا انه رفض أن يشكره الرجل وطلب منه أن يشكر الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه.
عين القديس نيكولاس أسقف لمدينة مورا، كان هذا في عهد الملك الظالم دقلديانوس الذي روج لعبادة الأوثان، وعندما سمع عن كرمات القديسنيكولاسقام بسجنه، وأثناء سجنه لم يتخلىنيكولاس عن أتباعه فظل يشجعهم ويقوي الإيمان في قلوبهم، هذا حتى هلك دقلديانوس وجاء من بعده قسطنطين فأخرج القديس من السجن وأعاده لمنصبة مرة آخرى.
بعد وفاة نيكولاس انتشرت سيرته الطيبة بين البلاد فعرففي روسيا وأوربا خاصة ألمانيا وسويسرا وهولندا، وكانوا يذكروا أسمه في عيد الميلاد ويتبادلوا الهدايا.
وعن أسباب تغير اسم القديس نيكولاس إلى بابا نويل أو سانت كلوز.
إن كلمة بابا نويل فرنسية الأصل وتعني (أب الميلاد)، أما اسم سانتا كلوز فجاء نتيجة المهاجرين الأمريكان الذي أطلقوا عليه هذا..
في عام 1881 قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة هاربرس، بإنتاج أول صورة لبابا نويل، بالشكل المتعارف عليه اليوم، ومن وقتها انتشر شكل بابا نويل وأصبح من أقرب الشخصيات للأطفال، حيث أصبخ يروج لحكايات عنه وعن هداياه التي يضعها للأطفال داخل الجوارب الصوفية التي يضعونها فوق المدفأة.