شيماء عبد العال تكتب: رئيس الزمالك ومبدأ «صاحب الكورة»

شيماء عبد العال تكتب: رئيس الزمالك ومبدأ «صاحب الكورة»

منذ قليل، تعرض نادي الزمالك، حامل لقب الدوري للموسم الماضي، لهزيمته الأولى بالدوري هذا الموسم، بعد انتهاء مباراته مع طلائع الجيش بثلاثة أهداف لهدفين.

بديهيًا، يعرف كل من لعب الكرة يومًا، أو حتى شجعها فقط، أن القانون الأول للعبة أنها «مكسب وخسارة»، إلا أن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور لا يعترف بهذا القانون كما يبدو. فبعد دقائق من صافرة نهاية المباراة، خرج منصور، كالعادة، ليعلن نيته الانسحاب من البطولة؛ باعتبار أن الهزيمة متعمدة ومدبرة في مخطط جهنمي ما؛ كي يخسر الزمالك، وأن منفذ هذه المؤامرة كان حكم المباراة محمود البنا.

أيد رئيس الزمالك نظريته بما شهدته المباراة من احتساب ركلتي جزاء للطلائع، وطرد لاعب الزمالك علي جبر، وعدم احتساب عدة قرارات هامة لصالح الزمالك.

ليست هذه أول مرة يقوم فيها المستشار باصدار مثل تلك القرارات، يمكنك أن تبحث في جوجل عن جملة «مرتضى منصور يقرر الانسحاب من الدوري» وستجد النتائج الكاملة لسجل انسحابات منصور في مختلف البطولات، تطبيقًا لمبدأ «صاحب الكورة».

إن لم يسبق لك لعب الكرة بالشارع لن تدرك ما أقصد، يقوم مبدأ «صاحب الكورة» على أن يأتي الطفل، غالبًا يكون منتميًا لعائلة أكثر ثراءً من باقي الأطفال، ومعه الكرة، ويقتحم لعب الأطفال بـ«الكورة الشراب» حاملًا كرته بثقة، وبالتأكيد يتخلى الجميع عن كومة الشرابات البالية ويركضون نحو «الكورة الكفر»، ليضع صاحبها «رجل على رجل» ويختار في أي فريق يلعب، وبديهيًا تعلم أن هذا الفريق لابد وأن ينتصر.

من قوانين هذه اللعبة، أن «صاحب الكورة» لا يجوز أن يُمنى مرمى فريقه بأي هدف، الجميع يعلم أنه إن خسر «هيتقمص» ويأخذ كرته منسحبًا تاركًا إياهم لكومة الشرابات مرة أخرى. يبدو أن هذا المبدأ مازال يسري في دماء رئيس الزمالك، كلما خسر فريقه، حتى وإن كان في بداية مشوار البطولة مثل الآن، يخرج ليحتج ويعترض ويصرخ بأعلى صوته بأن فريقه مظلوم ومضطهد، الأهلي ولجنة الحكام واتحاد الكرة قد تحالفوا ضده ليسقطوه.

الأمر أصبح سخيفًا، أنت تعلم يقينًا أن الزمالك لن ينسحب فعلًا، هو الخاسر الأكبر إن انسحب، جميعنا نعلم السيناريو لكثرة ما شاهدناه، بعد فترة قصيرة جدًا سيشاع أن المساعي لارجاع الزمالك عن قراره قد نجحت، وأن الفريق قرر استكمال البطولة مراعاة لحال البلد «اللي مش ناقص».

2556

تلك التصريحات تبدو طفولية جدًا بالنسبة لقائلها كمستشار ونائب برلماني ورئيس أحد أكبر الأندية الجماهيرية في مصر، حتى مشجعي الزمالك يرون ذلك.. ما العيب أن تقول نعم أخطأت؟ لم أكن الأفضل في الملعب، هكذا ببساطة، الأمر صعب؟ لا تعلق إذن، جميع الفرق تُهزم ولا يستدعي ذلك تصريحًا من رئيس النادي عقب كل مباراة. حتى وإن تعرضت بالفعل لظلم تحكيمي، متعمد أو غير مقصود، هذه هي المباراة السادسة لك في البطولة، هل ستعلق نتيجة البطولة بالكامل على هذه المباراة؟ كم يبدو ذلك مثيرًا للسخرية.

شيماء عبدالعال

شيماء عبدالعال

صحفية مصرية مهتمة بالكتابة في ملف الأدب والثقافة