آمنة زايد تكتب: النهاية.. اعتراف بالفشل

آمنة زايد تكتب: النهاية.. اعتراف بالفشل

أشهد أنك من بعثر شعري بكل اللغات اللاتي أتكلم و أنك من أعادني للعربية بشغف تلك التي هجرت منذ الصغر وأنك من أشعل في الهشيم الحياة ثم رحل! ذهبت كما الروح تغادر الجسد في بطئ وصمت وحدي تذوقت مرار الصمت الذي طالما كرهت وحدي أهدرت فرص العمر عليك! ولكنك رغم كل شيء... رحلت عبثت بروحي وكلماتي ثم هربت... أشهد أني قبلت الهامش لرجال قبلك وأني ارتضيت الأدوار الحمقاء في حياة كثيرين غيرك ولكني معك تمردت عليهم وما رضيت لنفسي أقل من قلبك فكتبت... بكل اللغات كتبت اسأل... أبكي... وأدوّن حكايتي وأنت اختبئت تراقب في صمت أشهد أني من درست الإنسانيات وحللت الأدب واللغات فشلت! فشلت في فهمك أو ترويضك فشلت في أن أجيد ألاعيب النساء ﻷبقيك إلى جانبي فشلت حتى في أن أثير إعجابك بحسنى أو بفكري! وكل ما أخذته منك لطمات الخذي وما طلبت أن تعتزل العمر لأجلي وما تمنيت أكثر من أن تبقى كما كنت في لقاءاتنا الأولى عفوي الطلة عربي اللغة غريب الفكر عنيد اللهجة ولكن كثورتنا تلاشيت مُخلفًا ضياع وكآبة ومزيدًا من الأسئلة وما أبقيت ملاذا ولا خيط لوصلنا فوقفت وسط أحزان خيبتي ألملم أشعاري المتناثرة أشهد أنك بصمتك غير المفهوم وتورية حديثك دفعتني لحافة الجنون وقمم الغضب وحدي جُبت الشوارع أبحث عنك أيها الصنم أرجو الطرق اللقاء أتفنن في طرق الوصول إليك وإذا اقتربت منك اختبئ ماذا أخشى؟ ولِمَ أنت؟ وحدي بقيت على خيوط الحرير بيننا و أنت بكل جمود مزقتها فما ظنتني بالبعد أشقى وما حدث من قبل أني استسلمت وما أنا من هواة أنصاف النهايات فوقفت في مفترق الطرق أواجه نفسي في مرايا العربات ألملم شظايا القصة التي كتبت أخرج من جيبي أوراقي الملونة واعترف عليها بزخاتٍ من الدمع أشهد أنك لم تكن ملهم للكتابة وأنك لست بصديق وإنما كنت فوران القلب ﻷمنية حفرت في الصغر عن ثائر سيأتي محررًا للقيد وما كنت أنت أيًا منها في شيء إنما لحظة مسروقة في عمر الدهر دافعت أنا عنها بشراسة رغم خوفي الدائم من غدر الزمن منحتني الحياة في لحظة ثم تجاهلتني وانسحبت حولتني من كل شيء إلى لا شيء وقفت كما يوسف يأبى التقرب بعد أن هم بإمرأة العزيز ويا ليتنى كإمرأة العزيز لكبريائي انتقمت و لكني بغبائي انتظرت مُتجرعة سم الصبر حتى تعود بشغفك الأول أو تُفهمني حقيقة الأمر ولكن أنت أيها العربي الغبي.. بقيت على الخمول والصمت فلا أفهم ما فعلت؟ ولِمَ رحلت! ولِمَ أتيت إن كنت تنوى الرحيل؟ أشهد أنك أكبر خيبات العمر وأعظم إحباطات الوطن وأني لن أغفر وجعي للقدر! فقد وعدني حلمي ثم تولى وغدر أنعش قلبي بالأمل ثم رده إلى سكرات الموت وما أوجعها من سكرات! يا سيد الكلم ما تركت لي إنجليزيتي و ما رممت عربيتي فبقيت تائهة بين أنصاف الجمل وأشباه القصائد فلا عدت أعرف أي اللغات أكتب ولأي اللغات انتمي فلا كسرت قلمي ولا أصلتني بحلمي فقط حافظت على التورية والصمت وأنا بكبريائي مضيت اعترف للورق وأصر على العربية في الكتابة لأكسر قيود البلاغة والأدب فما عدت أخشى نقدك وما عاد يستهوني رنين القلم

الكلمات المفتاحية

آمنة زايد

آمنة زايد

صحفية ومترجمة مصرية مهتمة بالكتابة في موضوعات السفر والطعام والتعليم بالخارج