السعودية - إيران.. أزمة تشتعل وحرب تدق
الأزمة تشتعل والحرب أبوابها تدق.. إعدام 47 شخصا، السبت الماضي، كان كفيلا بإشعال حرب تبدو دبلوماسية شكلا، وفي الموضوع حربا تلوح في الأفق، خاصة وأن تاريخ العداء بين السعودية وإيران حافل بالعديد من المواقف والتفجيرات التى استهدفت المملكة وارتبطت أسماء منفذيها بطهران.
إعدام نمر النمر
نفذت السلطات السعودية إعدام المرجعية الشعية السعودي، نمر النمر، ضمن مجموعة من الأشخاص زعمت تورطهم في تهديد أمن المملكة، لتشتعل عقب ذلك حرب تصريحات توجت بانتقام ليس إلهيا كما قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله خامنئي، الذي أكد في تدوينة على "تويتر" أن السعودية ستواجه انتقام إلهي قريبا، فكانت الأزمة أقرب مما يكون،.
مظاهرات السعودية
مظاهرات شيعية بدأت في القطيف شرق المملكة، تلاها أعمال عنف وتخريب وصلت لحرق سيارات وحافلات، وإشعال النيران في الطرق وقطعها، ثم تصاعدت وتيرة الاحتجاجات ضد إعدام نمر النمر، بمظاهرات شيعة البحرين، والعراق، واليمن، وإيران، ومطالبتهم بموت ملك السعودية بترديد الهاتف الموحد "الموت لسليمان.. يسقط أل سعود".
مظاهرات الشيعة
الغضب الشيعي يصل لذروته باقتحام السفارة السعودية في إيران، من قبل محتجون دمروا محتوياتها وأشعلوا النيران بها، ثم انتقلت نيران الغضب للقنصلية السعودية بمدينة مشهد الإيرانية، ليتكرر مشهد السفارة (اقتحام - تخريب - حريق).
اتهمت السعودية الأمن الإيراني بالتوطوء مع المتورطين في اقتحام قنصليتها وسفارتها في طهران، وأكدت على أن حماية البعث الدبلوماسية مهمة السلطات الإيرانية، وتصاعدت وتيرة الإدانة العربية والإسلامية والدولية لفعل المحتجين الإيرانيين.
قطع العلاقات مع إيران
في اليوم الثاني للأزمة، أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك بعد الهجومين على السفارة والقنصلية السعودية في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال - في مؤتمر صحفي عقده في الرياض- إن السعودية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية من أراضيها خلال 48 ساعة.
شاهد الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=Y5wTmsWMpyoوعلق "الجبير" على اقتحام السفارة السعودية، قائلا: « تاريخ إيران حافل بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشئون العربية، ودائما ما يصاحبه الخراب والدمار، وأن اقتحام السفارة والقنصلية انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية».
اقتحام السفارة السعودية
وأعلن رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، أسامة نقلي، في مؤتمر صحفي، كواليس اقتحام السفارة في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال إنه قرابة الساعة 2:30 فجرا بتوقيت طهران اقتحم محتشدون مبنى السفارة السعودية، وتواصل القائم بأعمال السفارة مجددا مع الخارجية الإيرانية إلا أنه لم يجد منها أي تجاوب.
وتابع: "حاول القائم بالأعمال بالنيابة الحصول على حماية لزيارة مقر السفارة لتفقده إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد عصر اليوم الأحد، حيث وجد أن المبنى طاله الخراب والدمار وتم تكسير محتوياته ونهب وسرقة ما به من أجهزة وعتاد".
وأضاف المتحدث أنه حوالي الساعة 3:30 فجر الأحد تم قطع التيار الكهربائي عن الحي الذي تقع به مساكن موظفي السفارة السعودية ولمدة ساعة.
اقتحام القنصلية السعودية فى إيران
وفي ما يتعلق بالاعتداءات على القنصلية العامة في مشهد قال المتحدث إنه في الساعة 11:00 صباح أمس السبت اقتحمت سيارة أجرة وبشكل مباشر بوابة الحاجز الأمني للقنصلية في محاولة لاقتحام بوابتها الداخلية، دون أن تمنعها السلطات الإيرانية من ذلك.
وفي الساعة 4:30 عصرا تجمعت حشود أمام مبنى القنصلية تقدر بأكثر من ألفي شخص، وقامت برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، مما أدى لتكسير بعض النوافذ الزجاجية الخارجية للمبنى، وحاولت مجموعة منهم اقتحام المبنى إلا أنها لم تتمكن من ذلك، ولم تقم السلطات الإيرانية بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية أو اعتقال المتسببين فيها.
واعتبر المتحدث أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها بعثة المملكة في طهران ومشهد مثل هذه الاعتداءات بل سبقتها اعتداءات مماثلة خلال السنوات الماضية تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية دون اتخاذ أي تدابير للحفاظ على أمن وسلامة بعثة المملكة ومنسوبيها أو تقديم الجناة للعدالة.