هنا «الفارابي».. أشعار تراثية بنكهة عصرية
يُقال دائما: «مين فات قديمه تاه» وفي تراثنا العربي الإسلامي كثير من الشعر والنثر المليء بالعِبَر والحكم الخالدة، إلا أنه يضيع وسط الكثير من الأغاني التي غالبًا ما تتناول العلاقة بين الرجل والمرأة فقط. هل مللت الاستماع إلى أغاني متشابهة الكلمات والمعاني؟ هل تحب الشعر؟ هل استمعت قبل ذلك إلي شعراء العصر الجاهلي والأموي؟ هل تريد التعرف على قصائدهم الرائعة المخلدة في التاريخ؟ جمع لكم «شبابيك» بعض الأشعار التي حولتها فرقة "الفارابي" إلى أغاني بنكهة القرن الواحد والعشرين.. وهى فرقة حديثة ولكن أعضائها اختاروا ذلك الاسم تعبيرًا عن هدفهم و هو إحياء أشعار التراث العربي الإسلامي. 1- يا عادلاً الكلمات من قصيدة «حسن بن علي الهبل» وكنيته «الهبل» وهو أحد الشعراء الأندلسيين، وله ما يقرب من الـ358 قصيدة، كلها بالعربية الفصحى. يا عادلاً في حكمِهِ لا يَظلِمُ بَرحَ الخَفَا كم ذا نُجنْ ونكتُم يا سامعَ الأصوات إنْ لم تَسْتجبْ من يَسْتجِيبُ لَنَا سِواكَ ويَرحَم يا مَنْ مقاليدُ الأمورِ بكفِّه عَطفاً فأنتَ بحالِ عَبدِك أعلمُ من قصيدة "دار الحياة غرور " : دار الحياة غرور ** لا تأسفن عليها فسوف تخرج منها ** كما خرجت إليها وإنما الدار دار ** يكون خلدك فيه 2- يا غافلاً من كلمات الشاعر الأندلسي «أبو البقاء الرندي» وكنايته «أبو الطيب» وكتبها في رثاء الأندلس بعد سقوط عدد من مدنها، بعدما كانت تلك البلاد في حالة ازدهار ورخاء لا مثيل له في العالم كله، ويظهر هذا واضحًا في كلمات القصيدة التي تؤكد تحول وتغير الأحوال باستمرار. كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم ..قَـتلى وَأَسـرى فَـما يَهتَزَّ إِنسانُ لمـاذا الـتَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ .. وَأَنـتُم يـا عِـبَادَ الـلَهِ إِخـوَانُ ألا بُـدَّ مِـن مـيتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ .. وَالـدَهرُ فـي صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ .. فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ .. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ وَأَيـنَ حـمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ .. وَنَـهرُها الـعَذبُ فَـيّاضٌ وَمَلآنُ بِـالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم ..وَالـيَومَ هُـم في بِلادِ الإسلام عُبدانُ لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ ..إِن كـانَ فـي القَلبِ روح وَإِيمانُ يـا غـافِلاً وَلَـهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ .. إِن كُـنتَ فـي سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ 3- قصة الحياة أما هذه فهي مقتبسة من مطلع إحدى قصائد الإمام الشافعي.. " دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ" 4- قصة ملك الكلمات من ديوان «أحمدُ بن الحسين بن الحسن» الملقب بـ«أبو الطيب المتنبي» وهو من أعظم شعراء العرب هو صاحب البيت الذي قتله: «الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني.. والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ» حيث كان المتنبي عائدًا من الشام إلى الجزيرة العربية واعترضه قطاع طرق، وكان يرافقه خادمه فحاول الهرب، فذَكَّره الخادم بهذا البيت فعاد وقاتلهم حتى قتلوه، فعُرِفَ هذا البيت من الشعر بـ«البيت الذي قتل صاحبه» الخَيْل واللّيْلُ والبَيْداءُ تَعْرفُني.. والسّيْفُ والرّمْحُ والقرْطَاسُ والقَلَمُ حتى رَجعتُ و أقلامِي قَوَائِلُ لِي.. المَجدُ للسَيفِ ليسَ المَجدُ للقلمِ تَحمِي السيوفُ على أعنَاقِه معه.. كأنُّهُنّ بَنُوه و عَشَائِرُه قَد زُرته و سُيوفُ الهندِ مُغمَدةٌ.. و قَد نظرتُ إليه و السٌّيٌوفٌ دَمُ 5- سلام على الدنيا الكلمات من رائعة الإمام الشافعي «إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً» إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا صديق صدوق صادق الوعد منصفا إذا أردت الاستماع لمزيد من أغاني وموسيقى الفارابي .. أضغط هنا