مريم سامح تكتب: إزاي نحب؟

مريم سامح تكتب: إزاي نحب؟

قبل ما أدخل في تفاصيل وكلام كتير، معايا قصة صغيرة هقولها في  الأول يمكن تقدر تخمن أنا عاوزة أقول إيه.

في ولد أعجب ببنت زميلته في الشغل وحب يلمحلها عشان يشوف هي حاسة نحيته إيه، وزميلته ابتدت تاخد بالها من نظراته، وقلبها اتعلق بيه جدا، وهو نفس الكلام لحد ما راح قالها أنه معجب بيها، وهي اتكسفت جدا وبعد إلحاح منه ابتدوا يتكلموا في الموبايل كعادة أي اتنين حبيبة وهديا وفسح، لحد هنا حلو؟؟  طب إيه اللي حصل؟؟ لا متخافش مطلعش عيل وسابها، بالعكس راح اتقدملها، بس هنا بقى المشكلة وهي إن والد البنت دي رفض العريس بزعم أن ابن عمها حاجزها الأول وبعد محاولات مستميتة فشل الموضوع برضو، والبنت سابت الشغل وقلبها اتوجع بمعنى الكلمة واتجوزت ولحد دلوقتي مش قادرة تنسى حبيبها دا ومش سعيدة مع زوجها حتى.

قصص كتير زي دي اختلفت أحدثها ولكن غالباً النهاية بتكون واحدة،  طب يا ترى وصلك أنا عاوزة أقول إيه! هعتبر أنه موصلكش، وأنك كمان مش عاجبك الكلام وبتقول وهما ذنبهم إنهم حبوا، هوالحب حرام؟ ركز بقى في السطرين الجايين دول.

أولا كدا يعني إيه حب؟ الحب دا عبارة عن شعور الواحد بيحس بيه  ناحية حد تاني مش شرط يكون شافه أو اتعامل معاه، ولكن يكفي إن ربنا زرع جوا قلب الشخص دا حب للطرف التاني.

الحب هو امتزاج جسدين في روح واحدة، وأسمى معاني الحب بتتجسد في الزواج، الكلمة اللي أصبحت عبارة عن عقد اتنين بيمضوا عليه بدون أي شعور لمجرد التناسل والحفاظ على النوع والهروب من ضغوط الأهل.

طب أومال إيه هو الزواج؟

الزواج دا بقى علاقه مقدسةربنا قال عليها (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ) الزواج هو السكن هو المودة والرحمة وهو التمثيل الشرعي للحب دا.

ناخد مثال على قصص الحب الحلوة بقى 

النبي صلى الله عليه وسلم كان بيحب السيده عائشة حب لو اتوضع على ميزان لوحده قصاد قصص الحب كلها لرجحت كفة النبي قصاد أي كفة تانية، النبي كان بيقول جمله دايما لزوجاته «لا تؤذوني في عائشة»، كمان سيدنا علي- كرم الله وجهه - كان بيحب السيدة فاطمة بنت النبي حب كبير حتى أنه فضل كاتم حبه لسنوات  خجلاً من النبي، وكان النبي يعرف دا ورفض سيدنا أبوبكر وعمر لما اتقدمولها، لأنه كان عارف مين اللي قلب بنته اختاره، ولما تزوجها كان بيكتبلها الأشعار كمان وطبعاً كلنا عارفين بيت الشعر المشهور اللي قاله سيدنا عليّ لما دخل مرة على الزهراء ولقاها ماسكه السواك فارتجل قائلاً:

          حظيت يا عود الأراك بثغرها .. ما خفت يا عود الأراك أراك

         لو كنت أهلا للقتال قتلتُك .. ما فاز منها يا سواك سِواك

حساك زهقت وعمال تقول طب عاوزة إيه هاتي الزتونة و بطلي رغي.

حاضر الزتونة بقى إن كل معاني الحب الحلوة وأحاسيسه التحفة دي إحنا بنوظفها بالشكل الغلط! يعني إيه؟ يعني مثلا تعمل زي أخينا اللي فوق دا لما تُعجب ببنت وتروح تكلمها وتقضيها بدافع إنكم بتحبوا بعض، طب دا حرام؟ اه حرام.. وكمان ممكن ربنا يعاقبك إنه يحرمك منها. طب أومال تعمل إيه!! هما حاجتين ملهمش تالت.

١- لو أنت جاهز وشايفها جاهزة تعمل زي الآيه دي ما بتقول (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) يعني تكلمها وتتقدملها على طول وتقولها أنا وضعي كذا وحابب أتقدم وتاخد رقم باباها وتكلمه (ملحوظة) أنت بتتقدم أول لما تحس نحيتها بحاجه مش لما تعلق نفسك بحبال الهوى الدايبة، عشان لو رفضت لقدر الله متكسرش قلبك زي أخينا اللي فوق.

٢-طب افرض هي صغيرة وأنت صغير وقدمكوا مشوار، هتعمل إيه؟ عليك بالدعاء و متستهونش بالدعاء أبداً، ادعي إنها لو خير ليك تكون من نصيبك و متعلقش نفسك بيها واوعى تلمحلها حتى، ربنا -عز وجل - قال (وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً) يعني لا تقولها استنيني ولا أنا ناوي ولا أي حاجة.. حرام تعلقها بيك.

عندي قصتين كدا من القرآن للبنات خصوصاً، نموذج امرأتين لما اأعجبوا عملوا إيه.

الأولى: امرأة العزيز لما حبت سيدنا يوسف، وراودته عن نفسه وهو عف نفسه وطلب العون من ربنا ورضي بالسجن على أنه يغضب ربنا، وهي فضلت تجاهر بحبها ليه لحد ما بقت سيرية حبها على لسان كل الناس وده شيء عيب في المجتمع اللي هي عايشة فيه، وربنا عاقبها أنها مقدرتش تحصل على الإنسان اللي حبته وفسدت حياتها مع زوجها.

الثانية: ابنة سيدنا شُعيب لما اأعجبت بسيدنا موسى وبأخلاقه لما ساعدها هي وأختها ولما غض بصره عنهم، راحت حكت لوالدها و قالت (يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)   عفت نفسها فربنا رزقها بالزواج منه.

آخر حاجه بقى، أنت عارف إنك ممكن تكون مستتقل الأوامر الربانية دي طب عارف ليه!؟ لأن فطرتك مش سليمه، كتر الاختلاط وتجاوز الحدود اللي ربنا أمر بيها بين الولد والبنت خلت في حجاب بين قلبك وبين فطرتك السليمة.

من طبيعة الأنثي الخجل من الرجل وطبيعة الرجل غض بصره. لو حاسس إن الكلام تقيل يبقى محتاج تراجع نفسك يا باشا وتشوف أنت مقصر في إيه عمل حجاب على قلبكم.

الكلمات المفتاحية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر