«مواهب في الميدان» .. مطربون وشعراء شهرتهم الثورة
لم يكن الميدان للثورة فقط بل تفجرت منه أيضا مواهب الشباب الذين عبروا عن أنفسهم بحرية. بعضهم ذهب ليشارك في الثورة فخرج من الميدان والطريق ممهد أمامه ليصبح مطربا أو شاعرا يصيغ بكلماته أحلام الشباب وطموحاتهم ومشاكلهم.
كثير من الأصوات التي نالت شهرة كبيرة في عالم الغناء اليوم، كانت وليدة لحظة قرروا فيها وهم هواة إثارة حماس المتظاهرين. «شبابيك» تعرفك في هذا التقرير بأشهر فناني الثورة.
محمد محسن
كان الغناء بالنسبة لمحمد محسن موهبة يشارك بها في بعض حفلات الجامعة والفاعليات الثقافية الصغيرة؛ خاصة مع دراسة الهندسة التي يحبها.
وخلال ثورة 25 يناير قدم «محسن» في الميدان بعض الأغاني التراثية لسيد دوريش ومحمد عبدالوهاب. ولقب «محسن» بصوت الثورة وعندليب التحرير، لتميزه في الغناء الطربي. وارتبط اسمه بشاعر الثورة مصطفى إبراهيم، ليتنج عن هذا التعاون أول ألبوماته بعنوان «اللف في شوارعك» في الذكرى الأولى للثورة في يناير 2012.
ولم تقف موهبة «محسن» عند حدود الغناء، فقد شارك في أعمال مسرحية ودرامية، مثل مسرحية «ألف ليلة وليلة».
نال «محسن» العديد من الجوائز مثل جائزة «أفضل مطرب عربي» في مهرجان «جوردان أووردز» في نوفمبر 2012. كما ارتبط بعلاقة جيدة مع المطرب اللبناني مارسيل خليفة، فقد غنى معه في حفل اليونيسكو بمدينة بيروت.
أغنية اللف في شوارعك لمحمد محسن
مصطفى سعيد
صاحب أغنية الثورة الأشهر «يا مصر هانت وبانت» والتي كتبها الشاعر تميم البرغوثي. حتى إن البعض قد شبه هذا الثنائي بالشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم.
مصطفى سعيد ليس مجرد هاوي قادته ظروف الثورة لاحتراف الغناء. لكنه دارس وباحث في الموسيقى. وتخرج في «بيت العود» الذي يديره عازف العود العراقي نصير شمة. كما عمل مدرسا في «بيت العود»، ثم مدرسا بالمعهد العالي للموسيقى في الجامعة الأنطونية ببيروت.
شارك سعيد في العديد من الأعمال المعنية بتوثيق الموسيقى العربية وتطويرها. ووضع اللعديد من الأعمال المسرحيّة والأفلام والبرامج الوثائقيّة.
أغنية يا مصر هانت وبانت
مصطفى إبراهيم
شاعر عامية صدر له ديوانه الأول «وسترن يونيون فرع الهرم» في يناير 2011 بالتزامن مع الثورة. ونفذت الأربع طبعات الأولى منه خلال عام ونصف. ثم جاء ديوانه التاني «المانيفستو» عام 2014 ليفوز بجائزة الشاعر «أحمد فؤاد نجم» في دورتها الأولى.
أغاني مصطفى إبراهيم ليست ثورية أو سياسية فقط، فهو يتحدث الحب والحياة وطموحات الشباب. ولُقب بشاعر الثورة، لارتباط أشعاره بالحالة الثورية وتجسيد أحلام الشباب وطموحهم وإحباطهم.
شكل مع محمد محسن ثنائيا، قداما الكثير من الأغاني التي اشتهرت وقت الثورة وبعدها، مثل «من زمان جدا» و«يا غنوة مبتكملش» و«بندعيلكم» و«اللف في شوارعك». كما عمل مع بعض الفرق التي اشتهرت بعد الثورة، مثل أغنية «كانت هتفرق في الوداع» لمسار إجباري.
يا غنوة مبتكملش لمصطفى إبراهيم ومحمد محسن
رامي عصام
بعد أحداث «جمعة الغضب» الموافق 28 يناير 2011، حمل الشاب رامي عصام جيتاره فوق ظهره، من المنصورة إلى القاهرة، ليعتصم في ميدان التحرير، وليقدم للمتظاهرين أغانيه التي كان قد كتبها ضد النظام السابق. غير أنه لم يكن يعلم أن هذه الأحداث ستلقبه بمطرب الثورة الأول.
أقيمت المسارح في ميدان التحرير وتقدم رامي عصام ليغني كلماته التي استوحاها من الشعارات التي اندلعت في الميدان، مثل أغنية «عيش – حرية - عدالة اجتماعية» وأغنية «ارحل». وتناقلت القنوات الفضائية أغانيه بالميدان.
عُرف رامي عصام بكلماته الثورية الاحتجاجية، ومعارضته للمجلس العسكري، وكونه جزءا من الضغط الشعبي، تسبب في اعتقاله وتعرضه للتعذيب.
قدمت مؤسسة المورد الثقافية منحة لرامي عصام ليتنج أغانية التي كتبها وقت الثورة؛ ليأتي ألبومه الأول في الذكرى الأولى لـ25يناير. كما منحته العاصمة السويدية استكهولم جائزة «حرية الموسيقى» لعام 2011.
عيش حرية، لرامي عصام