في ذكرى ميلاد «أخت القمر».. تعرف على عالم السندريلا
«أنا سعاد أخت القمر.. بين العباد حسني اشتهر» هكذا غنت سعاد حسني في طفولتها في الإذاعة مع «بابا شارو»، ولم تكن تعلم أن هذا قدرها، حيث أصبحت بالفعل القمر الذي لمع في سماء الفن المصري وتربع على عرشه ولقب بالسندريلا.
واليوم في ذكرى ميلادها يرصد «شبابيك» لكم عالم السندريلا. ذات الألف وجه
سعاد حسني لديها القدرة أن تجسد شخصيات متعددة ومختلفة، وفي كل شخصية تستطيع إقناعك، وجعلك تعيش معها عالم الشخصية التي تجسدها. ففي فيلم أميرة حبي أنا، كانت الفتاة التي تشع بهجة وحيوية، وفي فيلم بئر الحرمان كانت الفتاة المصابة بمرض نفسي، وفي فيلم صغيرة على الحب كانت الطفلة التي تسعى للغناء، وفي كل شخصية من تلك الشخصيات تشعر كأنك أنت وهي شخص واحد، تتألم لألمها وتفرح لفرحها. صوت يشجن ويفرح
برغم أنها ليست مطربة، ولكن صوتها كان يُطرب الآذان وكأنها محترفة في الغناء، فصوتها يشعرنا بالفرح في لحظات وبالحزن في لحظات أخرى. فكانت تلعب على أوتار مشاعرنا في كل أغانيها، فجعلتنا نشعر بالربيع في أغنية الدنيا ربيع، وجعلتنا نفكر بالحب في أغنية منتاش قد الحب يا فلبي وجعلتنا أيضًا نشعر بقسوة الحياة في أغنية بانو بانو، وغيرها من الأغاني التي ظلت دائمًا معنا في كل حالتنا.
الأب صلاح جاهين
الشاعر الكبير صلاح جاهين كان بمثابة الأب الروحي لسعاد حسني، أثر فيها وتعلمت منه وألقت بصوتها أشعاره، التي حين نسمعها نشعر بتأثير روحه الثائرة على صوتها الذي كان مليئًا بالشجن والعمق، وهي تقول "وقف الشريط في وضع ثابت دلوقت نقدر نفحص المنظر مفيش ولا تفصيلة غابت وكل شيء بيقول وبيعبر" قالوا عنها إبداع سعاد حسني تحدث عنه الكثير والكثير من المشاهير:
- قال عنها المخرج رأفت الميهي: «السيناريست المحظوظ هو من يعمل مع سعاد حسني فيكون حظه أكبر من المخرج؛ لأنها تعرف كيف تجسد له شخصياته حرفيًا وتهتم بقراءة السيناريو ككل ولا تكتفي بدورها فقط، ومن خلال تجاربي معها أراها ممثلة خطيرة وغير عادية، قادرة على أن تعطي كل الأدوار من دون افتعال، وقادرة على أن تصل إلى القلب، وهي عبقرية التوصيل إلى أعمق الأعماق من المعاني. هذه هي سعاد حسني التي لن تتكرر في تاريخ السينما، هي نمط عبقري ولن ندرك قيمتها أكثر إلا بعد عمل فيلموغرافيا لأعمال جميع الممثلين بعد سنوات طويلة».
- أما المخرج صلاح أبوسيف فقال عنها: «سعاد فلتة من فلتات الطبيعة، في أفلامها الجادة أظهرت مقدرة وكفاءة وموهبة غير منتظرة. أخرجت لها «الزوجة الثانية» و«القاهرة 30» فكانت مثال الفنانة الملتزمة التي تحول كل طاقاتها إلى شغلها، وهي مليئة بالإشعاع».
- أما المخرج نيازي مصطفى فقال: «أول فيلم مع سعاد كان «الساحرة الصغيرة»، وكان عمرها 18 سنة، ثم قدمت معها سبعة أفلام متتالية آخرها «صغيرة على الحب». وسعاد تمتاز بالعفوية الزائدة والبراءة البعيدة عن التكلف، ولذلك فهي لا تحتاج كثيرًا إلى توجيهات المخرج لأنها مطيعة جدًا. وجهها المريح الفوتوجونيك يمثل عاملًا مساعدًا مهمًا في نجاحها الدائم. وفي «صغيرة على الحب» كانت تغني وترقص لأول مرة، وكنت متخوفًا من هذه التجربة ولكنها أثبتت جدارة فائقة. ولأن سعاد تبحث دائمًا عن الكمال وتعمل بدقة فقد بدأت بعد ذلك مرحلة الأدوار المعقدة، ومن سوء حظي أنني لم أتعامل معها بعد هذه الفترة.. إنها بحق من أخلص الفنانات وأكثرهن إلتزامًا وتدقيقًا في كل صغيرة وكبيرة تخص الفيلم».
- وبعد وفاة سعاد حسني قال عنها النجم الكبير أحمد زكي في نعي نُشر في صحيفة الأهرام: «إليها هي إلى الفنانة سعاد حسني يا أكثر الموهوبين إتقانًا، وأكثر العباقرة تواضعًا، وأكثر المتواضعين عبقرية، بوجودك ملأت قلوب البشر بهجة، وبغيابك ملأتها بالحزن، استريحي الآن.. اهدئي، يا من لم تعرفي الراحة من قبل، لك الرحمة وكل الحب والتقدير، أسكنك الله فسيح جناته، يا من جعلت الناس أكثر جمالًا».