«الثقافة في المواجهة» النمنم يقود معركة معرض الكتاب
«الثقافة في المواجهة» شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتُتِح قبل يومين في 27 يناير، وأُعلن عن اختيار الروائي جمال الغيطاني كشخصية المعرض، ودولة البحرين ضيف الشرف للدورة الحالية.
شعار المعرض العام الماضي كان «الثقافة والتجديد»، وبعد التجديد أصبح لزامًا على الثقافة أن تواجه، ولكن من تواجه؟ «تواجه الأفكار والأعمال الإرهابية» هكذا قال وزير الثقافة حلمي النمنم، وأضاف: المنطقة العربية بشكل خاص، والعالم بشكل عام، تجتاحه حاليًا موجة من الإرهاب.
أكد الوزير في تصريح لـ«شبابيك»، أن الأجهزة الأمنية، سواء الجيش أو الشرطة، تواجه الأعمال الإرهابية وتتعامل معها، لكن لابد في النهاية من المواجهة الثقافية، وأوضح أن «المعرض بحد ذاته مواجهة ثقافية، لدينا هذا العام أكثر من 700 فاعلية فنية وثقافية ستقام داخل المعرض، منها ما يناقش قضايا الإرهاب».
أما فيما يخص اختيار الروائي جمال الغيطاني شخصية المعرض هذا العام، وهو الذي توفي قبل ثلاثة أشهر، في 18 أكتوبر من العام الماضي، فقد جاء تكريمًا له في الأساس، ولكن ربما كان للأمر علاقة بـ«المواجهة» أيضًا.
جمال الغيطاني، إن لم تكن تعلم، له الكثير من الروايات، أشهرها «الزيني بركات»، التي أصدرها عام 1974، وتتناول ظاهرة القمع والخوف، متخذًا فترة المماليك ركيزة له في نقل صورة من الماضي، مازالت حاضرة إلى الآن، عاشرها بنفسه في الستينات من القرن الماضي. الرواية بالكامل ترتكز على ظواهر العنف والقمع، مسبباته ونتائجه وأضراره.
يقول الغيطاني عن روايته حينها: «الفترة المملوكية وجدت فيها تشابهًا كبيرًا بين تفاصيلها وبين الزمن الراهن الذي نعيش فيه، وأنا عندما أقول الفترة المملوكية، أعني الفترة المملوكية التي كانت مصر فيها سلطنة مستقلة تحمي البحرين والحرمين» ومنها ننتقل إلى الطرف الثالث في معادلة معرض الكتاب هذا العام.. البحرين.
وزير الثقافة حلمي النمنم قال إن اختيار البحرين لأول مرة كضيف شرف للمعرض جاء تقديرا للعلاقات الخاصة بين مصر والبحرين، بجانب دورها الثقافي في المنطقة.
في استهلال فعاليات البرنامج الثقافي لمملكة البحرين، ألقت الكتابة والإعلامية البحرينية سوسن الشاعر محاضرة بعنوان: «مصر والبحرين وما بينهما»، وقالت فيها، وفقًا لوكالة الأنباء البحرينية: «التطابق ما بين أحداث فبراير 2011 في البحرين وأحداث يونيو 2013 م في مصر كبير جدًا، شاهدنا سيناريوهات واحدة لما حدث في الميادين التي احتلتها تلك الجماعات»، وأكملت: «شاهدنا خطف لرجال الأمن وغلق للشوارع واحتلال لأسطح البنايات، كذلك شهدنا على ذات ردة فعل الجماعات الدينية في كلا بلدينا من الاستعانة بالخارج وتغليب مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن الأكبر».
وأضافت الشاعر: «هناك مشروعا لتقسيم المنطقة، ولكنه نجح في دول وفشل في دول أخرى، يتم ذلك عبر استخدام القوى الناعمة التي لم تيأس وما زالت تستعد لجولات أخرى».
وبذلك يكتمل الثلاثي.. الثقافة والغيطاني والبحرين في مواجهة الإرهاب ثقافيًا هذا العام، انطلاقًا من معرض القاهرة الدولي للكتاب.