لأول مرة.. بريطانيا تتيح تعديل الجينات البشرية
هل تخيلت يوماً أن تحدد شكل وذكاء طفلك وهو جنين في رحم أمه، بل أكثر وهو عبارة عن بويضة قبل أن يتكون داخل الرحم كجنين؟ ربما تريد أن يكون لديه عينين خضراوين، وشعر بني، ومستوى عالي من الذكاء، وبنية جسدية قوية.
شرائط جينية
ما هو الجين؟ إن أجسادنا تتكون من خلايا، وكل خلية تتكون من 46 شريط من الحمض النووي، والشريط الواحد يتكون من ملايين الجزيئات التي تسمى بالنوكلوتيدات (في الأوساط العلمية قُسمت إلى أربعة حروف A,C,T,G)، والجين هو امتداد من الحمض النووي.
فهناك جين مسؤول عن لون العين الأخضر، وجين مسؤول عن لون الجلد وجين مسؤول عن سرعة الانفعال والغضب، لكن في الواقع ليست الجينات وحدها هي ما يكون صفاتك، وإنما تفاعل البروتينات التي تكونها الجينات مع مختلف المواد الكيميائية في الجسم. لتعرف أكثر ما هو الجين ومما يتكون.
صحيفة «الجارديان» البريطانية ذكرت أن العلماء في بلادها يعملون على تمكين البشر من التعديل في الجينات البشرية للأجنة، وقد حصلوا بالفعل على الموافقة من هيئة الأجنة والإخصاب البشري (HFEA) على طلب قدمته المتخصصة في دراسات الخلايا الجزعية في لندن «كاث نياكان» بالبدء في تجارب تعديل الجينات البشرية DNA.
كاث نياكان
ومن المفترض أن تستخدم «كاث نياكان» تقنية «كرسبر-كاس9» في إجراء تلك التجارب ومعرفة تأثيرها، وهي تقنية تثير كثير من الجدل، لأن البعض يرون أنه يمكن أن يتم استغلالها لولادة أطفال «حسب الطلب».
لكن «نياكان» تقول إن هدفها ليس إنتاج أطفال حسب الطلب، وإنما التعرف على كيفية تكون الاجنة البشرية ومن ثم الانتقال لمرحلة علاج الأمراض عن طريق تعديل الجينات، وعلى المدى البعيد علاج العقم.
ووصف مدير مجموعة «هيومان جينيتكس أليرت» البريطانية «ديفيد كينج» خطط «نياكان» بأنها «خطوة أولى على الطريق نحو تقنين ولادة أطفال بالتعديل الجيني».
ويقول روبن لوفيل بادج، عالم أحياء تطورية في معهد «كريك»، أن قرار هيئة الأجنة والإخصاب البشري (HFEA) سوف يشجع الباحثين الآخرين الذين يأملون في تعديل جينوم الأجنة البشرية.
ويرى مؤيدوا هذه الخطوة أنها تفتح الباب أمام كثير من تجارب القضاء على الأمراض الفتاكة في العالم، والتشوهات الجينية التي تنتج عنها إعاقات جسدية أو عقلية، وكذلك منع انتقال الأمراض الوراثية من الآباء للأبناء، إلا أن المعارضين يرون أنها تفتح الباب أيضا أمام تقنيات «تحسين النسل» والذي يراه الكثيرون نوعا من أنواع العبث بالأجنة البشرية ويتعارض مع المعتقدات الدينية والثقافية للكثيرين، بالإضافة لأنهم يرون إمكانية حدوث خطأ ما في نقل الجينات، فيحدث اختلاط في الانساب.
أبدى المعارضون مخاوفهم من ظهور كوارث جينية كالتي حدثت بالفعل في تجارب تعديل الجينات الخاصة بالفئران، كما دعوا إلى استصدار مذكرة عالمية بشأن الأبحاث للسماح بمناقشة هذه التجارب وأخلاقيات تعديل الجينات البشرية في محاولة لوقفها تماما.