عمر رأفت المصري يكتب: أحلامنا التي ضاعت في الملاحات
إلى كل من مزقت الحياة أحلامه وألقت بها في أقرب سلة قمامة. لن أقول لك أنها ستكون الأخيرة فربما تكون الأولى لديك، وربما تمتلىء سلات وسلات من أحلامك التي ستظل تمزق لفترة طويلة وربما تكون طويلة جدا، لكنك ستجعلها في منتهى العسر لو أخذت منك لحظة التفكير في البدء من جديد وقتاً لتخرج منها بقرارك في أن تنسج حلماً آخر متخطياً على كل ما يعتري خاطرك من قلق وخوف من لحظة الفشل القادمة التي بالتأكيد ستهون كلما زاد عدد مرات تكرارها.
ربما الفشل الأول هو الأصعب في عمرك بأكمله فكلما أزدت أملاً بحلمك كلما أشتدت وطأة الفشل عليك لذلك أصبح الإيمان بالفشل وحتميته نوعاً محورياً من مكيانيزمات الدفاع النفسي أو ما يسمونه الحيل الدفاعية وهي نظرية علمية عالية الصيت للعالم سيغموند فرويد، مؤسس علم التحليل النفسي، الحلم في جوهره مخاطرة ورؤية يمتلكها الحالم وحده دون غيره وهو ما يعرضه لخوض معركته الأولى مع أقرب من حوله ربما أقرب مما تتخيلظ.
كثيرون هم من تركوا أحلامهم تتصبر فى ملاحات الحياة، فتآكلت تآكل الصخر من اليود والخيار لك، أما ان تكون فلاناً الذي سرق انتقام تافه عمره ويأس أبله حياته، بينما لازال حلمه في ذمه ربه، وإما أن تكون شخصا غفلت عنه في حياتك، وربما لن تقابله أبداً طالما ارتضيت أن تحيا فى قوالب المظاليم، وما أكثر من ظلموا أنفسهم في حياتنا، نلتقيهم متناثرين في طرقنا تناثر الحصى في الدروب، فالطيور دائما على أشكالها تجتمع ثم تقع.
أما حكمة الله التي يعجب لبعضها الناظرين بغير حق، بل وتساؤل كل قانط أن لماذا لا يعطيه الله ما يريد، وبالمناسبة لن يعطيه لو استمر كذلك، فهي حكمته التي أرساها يوم خلق الارض، فخلق معها إرادته، سبحانه، أن يكون البقاء والنصر متلازمة المثابر الصابر قليل الجذع عديم اليأس مرابط الآمال، ذلك الذي عرف الفشل وذاق مرارته فداسه بالحلم وتخطاه برؤية المنتصر وعزمه واجتهاده وتوكله عليه تبارك وتعالى.
أما من بات مستسلما للفشل دون سعى لتغييره، يتذوقه فيتلذذ حكاياته مواسياً نفسه بفشل الآخرين، غير منتبه أن مقارنة الفشل بالفشل هو فشل في حد ذاته ، فله أقول.. أن مصيرك يتوقف على إيمانك بالله العلى القدير وكيف أنه، سبحانه، لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ثم على قرارك أنت وحدك وعند قدرتك وإرادتك لتفعيل حلمك، حلمك الذى سيستحيل تحقيقه إلا إذا إستيقظت من نومك وثباتك لتصنع ذاتك، فالقاعدة أنه "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها" كما قضى رب العزة ومن ثم فهو قرارك .. إما أن تترك الحلم في أقرب سلة مهملات فتُريح ولن تستريح، وإما أن تستقيظ وتسعى جاهداً لتحقيقه، فتحجز مكانك بين صفوف أولى العزم أصحاب الإرادة قاهرى المستحيل، مردداً مع عمنا أبى الطيب "على قدر أهل العزم تأتى العزائم "
∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼∼
هذا المقال ضمن مسابقة «شبابيك» للكتاب الشباب.. تعرف على تفاصيل المسابقة وشروط كتابة المقالات عبر «شبابيك» من خلال الرابط التالي: http://shbabbek.com/SH-43132