شريف الفقي..قصة عاشق «الفارس الأبيض»
عقارب الساعة تتحرك ببطء في انتظار السابعة والنصف لرؤية الفارس الأبيض - نادي الزمالك - لكن هذه المرة من المدرجات بعد عودة الجماهير من جديد لمساندة الفريق، «وراه فين ما يروح.. انصر يا رب الأبطال.. متصدر لا تكلمني».
كان هذا آخر ما كتب شريف الفقي، الطالب بكلية الإعلام جامعة الأزهر والمحرر بجريدة شعب مصر، قبل أن يعد نفسه للنزول إلى استاد الدفاع الجوي، فرحا بالعودة إلى المدرجات ليشجع فريقه.
ذهب "الفقي" ليصطف مع رفاقه من جماهير النادي، أو فارسه الأبيض كما كان يراه، ذهب مشجعا للزمالك، ومراسلا ميدانيا ليغطي أخبار المباراة، كما تمنى دوما، ليرحل عن عالمنا قبل أن يعبر بوابة الاستاد.
صعدت روحه إلى بارئها، ولم يدر أن النهاية ستكون مع مباراة الزمالك الذي نشأ على حبه، لم يعرف شريف أن اللاعب المفضل لديه سيكون أول المبادرين لمغادرة الملعب، دون أن يعلم عمر جابر منزلته عند الفقي.
عرفه أصدقاؤه إنسانا يميل إلى المظلومين وأصحاب الحقوق، ومع حبه الشديد للزمالك، لم يكن ينسى أحداث ستاد بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 شابا من جماهير نادي الأهلي، مطالبا لهم بالقصاص قبل أن يلحق بهم بأيام.
ظل أصدقاء شريف الفقي يُكذبون خبر وفاته، حتى جاءت الصدمة ليؤكد أحدهم: «أنا دلوقتي في المشرحة مع شريف، هو فعلا ارتقى».
سيطرت على والده حالة من الدهشة بعد أن صمم على دخول المشرحة لرؤية ابنه، ليفتش في جسده باحثا عن أي آثار لآلات قتل، إلا أن تهمتي التدافع وعدم اقتنائه «تذكرة دخول» - كما يرى المسؤولون - كانتا الآلة التي تسببت في حرمانه من الفتى الذي انتظره صحفيا لامعا.
تحولت صفحة "شريف الفقي" على موقع «فيس بوك»، للوحات نعي ورثاء كتبها أصدقاؤه حزنا عليه، عقب تساؤلات كثيرة «أنت فين يا شريف؟.. دون مجيب».
عاد طالب الإعلام إلى مركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ، حيث مولده، محمولا على أعناق أهله مجهزا للدفن، بدلا من الحلم المنشود بالرجوع حاملا فرحة التخصص في تغطية أخبار من دعا لهم قائلا: «انصر يا رب الأبطال».