هادي.. طالب كفيف يهديه الإصرار لتحقيق أحلامه
«لا شيء في العالم يمكن أن يحل محل الإصرار.. الإصرار والعزم وحدهما هما القوة الهائلة».. من هنا انطلق الطالب بالفرقة الثانية كلية الإعلام جامعة القاهرة، هادي محمد، ممارسا هواياته والسير في طريق تحقيق أحلامه.
الإيمان بالحلم
«نؤمن بأحلامنا ونراها بقلوبنا» هكذا يقول الطالب الكفيف، الذي تعرض لجراحة خاطئة في عينيه وهو في الثانية عشر من عمره جعلته يفقد بصره لكنه لم يفقد أمله وإصراره وطموحه في ممارسة هواياته، فهو يجد في القراءة عالمه الخاص بعيدا عن زحام العالم.
طالب مثالي
في بداية المرحلة الثانوية فاز «هادي» بلقب الطالب المثالي وحصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة المكتبة، وفي الصف الثالث الثانوي كان ترتيبه الثالث على مستوى الجمهورية.
هواياته
يحب هادي الغناء والتمثيل، وقدم العديد من المسرحيات مع مجموعة من أصدقائه المكفوفين كان أبرزها «زنان وندمان»، التي عرضت على مسرح الهناجر، وقام بتأسيس أسرة «ممكن» بكلية الإعلام وهو أيضا عضو باتحاد طلاب الكلية.
بدأت مشاركاته في العروض التمثيلية في عامه الأول بالجامعة، حيث شارك في إحدى المسرحيات التي تنظمها جمعية رسالة، وبعد نجاحها استكمل مسيرته لتنمية موهبة التمثيل لديه، بتشجيع من عائلته حيث شارك في العديد من العروض التي تقيمها قصور الثقافة. الدراسة لا تمثل إعاقة هادي حجر عثرة في طريق دراسته، حيث يقوم بتسجيل المحاضرات على الهاتف الخاص به، أو تحويل النصوص المكتوبة إلى طريقة برايل، كما يساعده والديه في المذاكرة، وفي الامتحانات تنظم له الجامعة امتحانا خاصا على الكمبيوتر بالمكتبة المركزية.
في طريقه من البيت بمنطقة باب الشعرية بمصر القديمة إلى جامعة القاهرة بالجيزة، كانت تساعده والدته في الوصول ذهابا وإيابا، لكنه في عامه الثاني بالجامعة أصبح يسير وحده يتقوى بإصراره ويسترشد بمن يساعده من المارة في الشارع.
أحلامه
هادي كغيره من الكثيرين له أحلامه وطموحاته، لكن قليلين من يمتلكون الإصرار في تحقيق أهدافهم، فهو كما يقول يسعى لأن يصبح إعلاميا صاحب كلمة يستفاد منها الجمهور، يدرس.. ويتدرب.. ويقرأ.. ويستمع للعديد من البرامج الإذاعية.
يحظى طالب كلية الإعلام بشعبية كبيرة وسط زملائه، حيث عرفوه مبتسما حاملا لشعلات الأمل التي تنير طريقه وتبصره هدفه، حتى أصبح الطالب المثالي بالكلية لعام 2015/2016.
