هل أفسد شريف صبري نوايا عمرو دياب في أغنية «القاهرة»؟.. (مقال)
بقلم_ رانيا يوسف: يختلط عند البعض مفهوم تصنيف الأغنية الوطنية خاصة بعد موجة الأغاني التي انتشرت أثناء ثورة يناير وما تبعها، والتي وصفها أصحابها بالوطنية، قد يحمل بعضها نوايا بريئة في التعبير عن موقف أو حالة يمر بها الشعب المصري، ولكن لا يمكن وصفها بالوطنية، مثل الأغنية ذائعة الصيت تسلم الأيادي التي انتشرت مثل النار في الهشيم، لاقتراب لحنها وكلماتها من الشارع المصري، ولكن يصعب تصنيفها لا هي أغنية شعبية ولا وطنية ولا سياحية، بل يمكن اعتبارها أغنية تواكب الحدث الذي عاصرته وينتهي ذكرها بانتهاء هذا الحدث.
من يتذكر اوبريت "مصر قريبة" الذي ظهر فيه مجموعة كبيرة من نجوم مصر والدول العربية، بهدف تنشيط السياحة، والتي اتهمت بعض مشاهدها بالاساءة وليس العكس، تكلف هذا الاوبريت ملايين، ومات في أيام قليلة، الأغاني الموسمية التي تخرج علينا لتنافق حدث أو نظام أو لتزايد علي وطنية شعب، تموت دون أدني مجهود لنسيانها، الحال نفسه ينطبق علي صناعة السينما التي استهلكت حدث الثورة في أفلام "فشنك"، سقطت بتجاهل الجمهور لها. الامر نفسه يمكن تطبيقه علي أغنية "القاهرة" الذي قدمها الفنان عمرو دياب لجمهوره، وهي المرة الأولى علي ما اتذكر التي يهتم بها دياب بتقديم أغنية دعائية بعد أغنية "افريقيا"، رغم أن الفنان عمرو دياب من النجوم القلائل اللذين اتخذوا موقفاً صامتاً بعد حالة التقلبات السياسية التي مرت علي مصر، لم يحسب عمرو دياب علي أي نظام أو أي حاكم، دائماً كان ينتمي إلى فنه وجمهوره، هذا الذكاء الفني الذي جعله يحافظ علي مكانته لسنوات في مقابل تراجع الكثير من أبناء جيله والأجيال اللاحقة له عن عرش النجومية منهم محمد فؤاد ومصطفي قمر وإيهاب توفيق وخالد عجاج وهشام عباس.
ظل دياب ومنير علي قمة الأغنية المصرية لسنوات، حتي قررا أخيراً أن يجتمعا في عمل دعائي، وهو العمل الذي أصبح ينتظره معجبي "الهضبة والكينج"، ولا شك أن نوايا الفنان عمرو دياب وهو صاحب فكرة الأغنية في دعمه لقطاع السياحة بريئة، ولكن ما شاهدناه علي الشاشة يضعف هذة النوايا، فهل أفسد المخرج شريف صبري نوايا دياب عن عمد، أم أنه يعرف جيداً الشريحة التي يخاطبها.
إذا تعاطينا مع الأغنية على أنها عمل سياحي أقرب إلى الترويج لمعالم مصر السياحية، فأين هي تلك المعالم في الكليب؟، واذا حملناها قدر من الوطنية، فأين هي الوطنية التي تنظر إلى مدينة يعيش أكثر من نص سكانها تحت خط الفقر؟، هل أفلس المخرج شريف صبري فنياً، أم أنه لم يستوعب وجهة النظر التي أراد دياب الإشارة إليها في أغنيتة؟، في أي عمل فني يتحمل المخرج نتيجة العمل بأكمله، ولكن مع عمرو دياب ومنير اللذان يهتمان طوال مشوارهم الفني بأدق التفاصيل التي ترتبط بصورتهم أمام الجمهور، تتوزع المسئولية فيما بينهما، فعن أي قاهرة تتحدثون؟ قاهرة المعز ، ام قاهرة اب تاون كايرو؟.