مصيف «رأس البر» من أم كلثوم لـ«حزلئوم»

مصيف «رأس البر» من أم كلثوم لـ«حزلئوم»

تغير كل شئ في مصر تماما من زمان حتى الآن، الشوارع والعمارات والبالكونات والأرصفة والعربيات والمحلات تغيرت، حتى الناس بملابسهم وكلامهم وضحكتهم ومشيتهم، كل شئ اتغير حتى المصيف.

زمان

كان مصيف رأس البر زمان من أجمل وأرقى المصايف في مصر، مصيف النجوم والمثقفين وعشاق الهدوء والجمال، المكان المفضل لكوكب الشرق "أم كلثوم" كل سنة بعيدا عن ضغط العمل والحياة والزحمة وقتها في القاهرة، والجرائد والمجلات تنشر كل عام خبر "هروب كوكب الشرق من حرارة الصيف إلى رأس البر" وصور لها مستلقية على الشاطئ وغيره، ليقابلها هناك كبار الملحنين والشعراء والشخصيات الهامة للكلام والضحك سواء في الشغل أو أي موضوع أخر.

أسمهان وكاريوكا

أم كلثوم ليست الوحيدة العاشقة للصيف في رأس البر، لكن تقريبا كان معظم الفنانات ليلى فوزي واسمهان ومحمد التابعي وزهرة العلا وتحية كاريوكا فضلوا الصيف في رأس البر عن أي مصيف أخر سواء جوه مصر أو بره.

الجميل أن الشواطئ كانت أكثر هدوء ورقي وجمال.. بنات لابسه مايوه، وفي المقابل شباب بعيد عن التحرش الجسدي، لكن ممكن كلمة يُعبر فيها عن إعجابه، والعائلات على الشاطئ بتستمتع بالهواء والبحر، والأم تقرأ رواية رومانسية ليوسف إدريس، والأب يسمع موسيقى، والأطفال تلعب بأدواتها البلاستيك الصغيرة في الرمل الأصفر النضيف.

لا تراجع ولا استسلام

أما إذا فكرت الان أن يكون مصيفك في راس البر، هتتفاجئ بمكان تاني غير المكان المفضل لكوكب الشرق، لأنها أصبحت تقريبا المكان المفضل لـ "حزلئوم" بطل فيلم "لاتراجع ولا استسلام".

فتغيرت كل معالم راس البر تماما، من شاطئ هادي إلى صوت صراخ بائع "الفريسكا" وبائع "الجلبيات"و "النضارات" و"العوامات" و"الترمس" و"السمك" الكفيل أن يخرجك من أجمل حالة استرخاء في أقل من ثانية، ورائحة "المكرونة" و"المحشي" و"الفراخ المشوية" تفوح من كل "شمسية" على الشاطئ، وأصوات كلام وضحك وصراخ المصيفين من حولك، ناهيك عن بعض السباب والشتايم والخناق والتحرش، وربما يمر أمامك عربة بحمار على الشاطئ.

"جلابية"

أرمي نظرة داخل البحر، تحول المايوه إلى جلابية للسيدات و"مايوه شرعي" للبنات، ولون المياه الزرقاء أصبح رمادي أو أخضر، واحذر أن تغرس رجلك في الرمل لأن الرمل ملئ بالطوب الصغير ونفايات السفن وأكياس الشيبسي والزجاجات البلاستيك وغيرها.

فإذا كنت ترغب في الراحة والجمال، فاحذر أن تذهب تماما إلى راس البر!

ياسمين الصاوي

ياسمين الصاوي

مترجمة صحفية مهتمة بالتكنولوجيا والقضايا المجتمعية