محمد حميدو يكتب: يا «رايق»

محمد حميدو يكتب: يا «رايق»

اتعجب كل يوم عندما اشاهد كل هذه الأوضاع المشينة التي لا تمس لواقعنا بشئ، هل اقتربت علامات الساعة لهذا الحد هل نحن نعيش في اواخر الزمان.. أنا هنا لا اتكلم عن امرا اقتصاديا أو أمر سياسيا بحت.

أنا اتكلم عن امرا اخلاقي أو لكي اكون واضحا امرا اجتماعي .. كيف لنا ان نصل لهذا المستوي المتدني من التربية والأخلاق؟ ننظر حولنا ونري اطفال في عمر السابعه والعاشرة ويخرجون ـلفاظا ليس لها حصر من سب ولعن وقذف وتشعر أن هؤلاء الأطفال ترعرعوا في الشارع أو لنكن أكثر تفصيلا في مستنقع من القمامة وليس سب فقط. تذكرني هذه اللغة بالفيلم العربي الشهير «الكيف» عندما تحدث محمود عبد العزيز مع يحيى الفخراني وقال له «انتا لازم تتعلم اللغةيا ابو صلاح !» وتعجب أبو صلاح من «مزجنجي» وقال له «لغة انجليزي بقا ولا فرنساوي ولا روسي !»، ويرد عليه «مزجنجي» بكل استعجاب «لا يا ابوصلاح اللغات دي مبقتش تأكل عيش» وهذا صحيح .

 بل هي لغه الحشاشين لغه يازميلي او يازميكي او ياسطي وياصحبي وياكبير ويابا او يارايق وياسارس وياسيس....... ما هذه اللغة؟، ما هذا الكلام؟ اهي تعويزة لفك سحر أم كلام مشعوذا للضحك على دقون الناس .

ام لغه تدل على تدني الاخلاق وقله معاير الجوده التعليمية والجودة التربوية والأكثر عجبا أن تجد هذه اللغة تنتشر بين اوساط المثقفين وذو العقل وكأنها لغة العصر وتظهر في السينما والتليفزيون والوسائل الاجتماعية ومواقع التواصل.. هل هذه اللغة سيكون لها مركز تعلم مثل الأسبانية والألمانية والفرنسية وسيكون لها كتب تتحدث عنها؟

هل سيظهر كتاب تعلم لغة يازميلي بدون معلم؟ إلى أى مدا ستتوسع؟ إلى متى سنظل في عصر إيه يازميلي؟ هل سنعود إلى اللغة العربية العاديه التي جميعا نتحدثها قديما ـم سيتطور الامر إلى اكثر من هذا سوء هل ستتطور كلمة ايه يازميلي أكثر من ذلك هل بعد 20 أو 30 عاما سنتعلم لغة جديد أخرى ولكن أكثر ركاكة من هذا.. هل سنظل ننحدرا؟

ولم يقف التدني الاخلاقي على لغه فقط بل والاكثر ألما من هذا أطفال السابعة والعاشرة  يدخنوا السجائر بشراهه وكأن لهم علاقه بها منذ زمن والأغرب أنهم يدخنون أكثر الانواع ردائة ويدخنون أكثر من علبه سجائر في اليوم..

من فترة كنت أسير في الشارع ووجدت اثنين يتقاتلان بينهم البعض وكلا منهم  يلهث من كثره الضرب والانفعال والعصبية وبعد أكثر من ربع ساعة لتهدئة اثنين لا يتجاوز مجموع عمرهم عمري منفردا سالت احدهم لماذا كل هذا الصخب رد على بأنفعال وكأن أحدا سلبه أعز ما يملك لقد اضاع علبه السجائر الخاصة به وأنه لايمتلك نقودا ليشتري غيرها اليوم وإنه «من الأخر خرمان».. «خرمان؟» ما الذي يجعلك «خرمان» أنا اعرف ان التدخين شئ نفسي في المقام الأول غير أنه يحوي على علاقات بيولوجية، ولكن انت لا تملك هما لشربها.. انت تأكل وتشرب وتنام والمفترض أنك تدرس، هذه حياه تجعلك تحتاج لشئ لتنفث فيه همك وأى هم هذا لتدخن وتنفث عنه !

وليس هذا فقط بل وأكثرهم على معرفة ودراية واسعة بالمخدرات بشكل عميق والأعجب في الأمر وهو التفاخر بأن فلانا أمس استطاع أن يدخن أكثر من الأخر أو يدمن أكثر من فلان، وكأن الامر أصبح اعتياديا وكأن هذا روتينا يوميا أو واجب من مدرسته مكلف به، واتساءل أين الاسرة وأين الأب الفاضل والام المربية المثالية؟. أنا لا اتحدث عن أطفال الشوارع أو الايتام، أنا اتحدث على أبناء العائلات ذو المقام الرفيع أو أبناء الطبقة الوسطى إذا وُجدوا.

والأعجب في الامر أن تري طفلا يافعا ينفعل على رجل أكبر من عمره باضعاف بل ومن الممكن أن يتفاقم الأمر للضرب والسب واللعن وكل هذا لرجل يكبر هذا الطفل ولكنه أخطأ بحقه عن دون قصد.. هل كان كلام أبي أن احترم الكبير واعطف على الصغير خطأ؟... أنا  اتذكر عندما كنت طفل أو شابا في الخامسه عشر من عمري كان ابي يقول لي احترم الاكبر سنا رجل أو امرأة.. غني أو فقير أو شحاذا.. يجب أن تعرف يا ولدي أن «أكبر منك بيوم يعرف عنك بسن،، فشوف بقا الناس دي أكبر منك بكام سنه» كنت اتعجب من أقوال أبي، ولكن تعرفت على قيمتها الأن.

هذا المقال ضمن مسابقة «شبابيك» للكتاب الشباب.. تعرف على تفاصيل المسابقة وشروط كتابة المقالات عبر «شبابيك» بالضغط هنا

الكلمات المفتاحية

شبابيك

شبابيك

منصة إعلامية تخاطب شباب وطلاب مصر