صوته «نور كريم».. النقشبندي كروان الإذاعة المصرية
حين تستمع إلى صوته.. صوته فقط.. تنساب الراحة والهدوء إلى نفسك.. لا يكتمل شعورك برمضان إلا به.. قبل الفجر وعند الإفطار.. يكفي أن تستمع إليه يشدو «مولاي.. إني بباك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك يا سندي» كي تعرف أن الشهر الكريم قد أتى. هو «سيد محمد النقشبندي».. ابن قرية دميرة، التابعة لمحافظة الدقهلية، أحد أشهر المنشدين والمبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني. له الكثير من الألقاب.. شيخ المنشدين، أستاذ المداحين، الصوت الخاشع.. الكروان.. يقول «أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ.. وأرجوه رجاءً لا يخيب. وأسأله السلامة من زمانٍ.. بليتُ بهِ نوائبهْ تشيبُ» لتذوب معه قلوب المستمعين. صوته يراه الموسيقيون كأحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ التسجيلات، ويراه المستمعون كصوتٍ آخاذ، يحلق بأرواحهم بعيدا في أجواءٍ روحانية لا حدود لها. «يا رب إِن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم» يخرج صوته خاشعا، فيأسر الآذان، ويُرقق القلوب. ورغم أنه رحل في مثل هذا اليوم، قبل 40 عام من الآن، إلا أن صوته ما زال يُغرد في أرشيف الإذاعة المصرية، وما زال ما قدمه من ابتهالات وتسجيلات يُنعش الإذاعة المصرية والعربية. «صوته مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد» هكذا وصفه المُفكر الكبير مصطفى محمود، ورغم رحيله ما زال نوره الكريم يُضيء القلوب، ورغم مضي 40 عاما على وفاته بأزمة قلبية، إلا أن أحدا لم يتمكن من تقديم مثل ما قدم.