أبسطهالك.. الاكتشاف الجديد ونسبية «أينشتاين»
مؤخرًا تم إعلان اكتشاف هام في الأوساط العلمية فيما يُسمى «بموجات الجاذبية»، والذي دعم نظرية «أينشتاين» حول النسبية.
قبل أن نفهم ماذا يعني هذا الاكتشاف، فإننا سنفهم سويًا ما هي «نسبية أينشتاين» بشكل بسيط جدا. كل ما تحتاجه فقط بعض الخيال والتركيز.
النسبية نظرية- وليست اختراعًا- وقد أصدر «أينشتاين» كتابا وهو عمره 30 سنة، عام 1905، يتضمن شرح تلك النظرية وفروضها وتفاصيلها الرياضية والفيزيائية.
ما هي النسبية؟
النسبية نظرية تقول بأن كل شيء يختلف تقدير موقعه وحركته باختلاف المقياس الذي تستخدمه، وبالطبع هذا المفهوم لم يكن مفهومًا جديدًا يكتشفه «أينشتاين» وإنما صاغه في شكل نظرية وطبق هذا المفهوم البسيط الذي نستخدمه في حياتنا اليومية على مفاهيم كونية أكثر تعقيدًا.
علينا أولا أن نعرف معنى أن يتحرك جسم ما، مثلا لدينا شمس وقمر، إذا افترضنا أننا على سطح القمر، فإننا سنعتقد أن الشمس هي التي تدور حول القمر، بينما إذا افترضنا أننا على سطح الشمس، فإن القمر يدور حول الشمس.
في الواقع مستحيل أن نحدد ما هو الجسم المتحرك وما هو الجسم الساكن، مثال آخر: أنت الآن في وضع ساكن وسرعتك صفر في الثانية، لكن السكون هذا بالنسبة لك ولمن حولك فقط، أما بالنسبة لشخص خارج الكرة الأرضية فإنك (في وضعك الساكن بالنسبة لك) متحرك بسرعة 1000 ميل في الثانية بسبب دوران الأرض حول نفسها.
إذا تقدير حركتك يختلف «بالنسبة» للمنظور الذي ننظر منه، وهذا هو مضمون النسبية فهي تعني أن لا شيء ثابت في الكون، وبالتالي لا يمكن أن نحكم حكم مطلق على أي مكون في الكون.
بشكل مبسط أكثر، فإن النسبية هي ما يجعل وقتك مع من تحب يمر سريعًا، بينما الجزء من الثانية الذي تلسع فيه النار يديك، يبدو لك كأنه ساعة.
الزمكان
هو أحد المفاهيم المرتبطة ارتباط قوي بالنسبية، وهو ما يتضمن الكون كله أي أننا ندمج الأبعاد المكانية – طول وعرض وارتفاع- مع الزمان (البعد الرابع)، يكون لدينا «الزمكان» أي ما يجمع الزمان والمكان.
لكي نفهم مغزى الاكتشاف الجديد، علينا أن نتخيل أن هناك نسيج من الحرير (هذا ما يمثل الزمكان) الذي يقع عليه الكون كله، وأن هناك ثلاثة أجسام على هذا النسيج وليكونوا كرة من الحديد (الشمس) وكرة تنس (الأرض) و كرة قدم (كوكب الزهرة مثلا)، وكل منهم له كتلته المختلفة عن الآخر، وبالتالي كل منهم له ثقل مختلف عن الآخر عندما يكون على النسيج الحريري.
«نيوتن» كان يقول بأن الانجذاب بين الشمس والأرض يرجع للقوة الجاذبة للشمس، أي أن الجاذبية هي قوة، بينما نسبية «أينشتاين» كانت تفترض وجود موجات -على النسيج الحريري أو الكون- هي ما يسبب الانجذاب بين الشمس والأرض أو أي كوكب آخر، وليست القوة الجاذبة لجسم ما بل الموجات.
في 11 فبراير أعلن مرصد LIGO (مرصد الليزر لموجات الجاذبية) بالولايات المتحدة الأمريكية، أنهم استطاعوا رصد حركة موجات بين ثقبين أسودين في الكون انجذبوا لبعضهم البعض، وهو ما يثبت بشكل قاطع وجود ما يسمى بموجات الجاذبية.
وهذا يثبت صحة نظرية «أينشتاين» حول أن الجاذبية موجودة على شكل موجات على «الزمكان» (النسيج الحريري) وليست قوة بداخل الأجسام كما قال «نيوتن»، فهي لم تكن مثبتة حتى وقتنا هذا، بل كانت فقط نظرية قد تكون صحيحة أو خاطئة، وهذا الاكتشاف يعتبر الأهم خلال القرن الحالي.
شاهد شرح د.مصطفى محمود لنظرية النسبية:
اقرأ ايضا: